للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وثبت في "الصحيح" قوله -صلى الله عليه وسلم-: "كل مأثرة كانت في الجاهلية، فهي تحت قدمي إلا سقاية الحاجّ، وسِدانة البيت".

قال القاضي عياض: قال العلماء: لا يجوز لأحد أن ينزعها منهم، قال: وهي ولاية لهم عليها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتبقى دائمة لهم، ولذرياتهم أبدًا، ولا ينازَعون فيها، ولا يشارَكون ما داموا موجودين صالحين لذلك، والله أعلم. انتهى (١).

تفرّد به المصنّف، وأبو داود، وليس له في هذا الكتاب إلا حديث الباب.

قال المهلّب شارح البخاريّ: إدخال النبيّ -صلى الله عليه وسلم- معه هؤلاء الثلاثة لمعان تخص كل واحد منهم، فأما دخول عثمان، فلخدمته البيت في الغَلْق، والفتح، والكَنْس، ولو لم يُدخله لغلْق بابها، لتوهّم الناس أنه عَزَله، وأما بلال، فمؤذّنه، وخادم أمْر صلاته، وأما أسامة، فمتولي خدمة ما يحتاج إليه، وهم خاصته، فللإمام أن يخص خاصته ببعض ما يستتر به عن الناس. انتهى.

ويأتي للمصنّف من رواية سالم، عن أبيه زيادة: "ولم يدخلها معهم أحد"، ووقع عند النسائيّ في "مناسك الحجّ" من طريق ابن عون، عن نافع: "ومعه الفضل بن عباس، وأسامة بن زيد، وعثمان بن طلحة، وبلال" فزاد الفضل.

ولأحمد من رواية مجاهد، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، قال: حدثني أخي الفضل -وكان معه حين دخلها- أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لم يصلّ في الكعبة، ولكنه لما دخلها وقع ساجدًا بين العمودين، ثم جلس يدعو.

قال الحافظ وليّ الدين العراقيّ -رحمه الله-: وهذه الرواية شاذّة من وجهين: دخول الفضل معهم، والاقتصار على السجود. انتهى (٢).

(فَأغْلَقَهَا) أي: أغلق عثمان بن طلحة الكعبة؛ أي: بابها على النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فالفاعل ضمير عثمان، وقد جاء في رواية عبد الله بن عون، عن نافع:


(١) "شرح النوويّ" ٩/ ٨٣ - ٨٤.
(٢) "طرح التثريب في شرح التقريب" ٥/ ١٣٢.