للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أهل الشام، ثم غَلَب مروان على الشام، وقَتَلَ الضحاك بن قيس الأمير مِن قِبَل ابن الزبير بَمْرج راهط، ومضى مروان إلى مصر، وغلب عليها، وذلك كله في سنة أربع وستين، وكَمُل بناء الكعبة في سنة خمس، ثم مات مروان في سنة خمس وستين، وقام عبد الملك ابنه مقامه، وغَلَب المختار بن أبي عبيد على الكوفة، ففرّ منه من كان من قِبَل ابن الزبير، وكان محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنفية، وعبد الله بن عباس مقيمين بمكة منذ قُتِل الحسين، فدعاهما ابن الزبير إلى البيعة له، فامتنعا، وقالا: لا نبايع حتى يجتمع الناس على خليفة، وتبعهما جماعة على ذلك، فشَدَّد عليهم ابن الزبير، وحصرهم فبلغ المختارَ، فجهز إليهم جيشًا، فأخرجوهما، واستأذنوهما في قتال ابن الزبير، فامتنعا، وخرجا إلى الطائف، فأقاما بها حتى مات ابن عباس سنة ثمان وستين، ورحل ابن الحنفية بعده إلى جهة رَضْوَى جبل بِيَنْبُع، فأقام هناك، ثم أراد دخول الشام، فتوجه إلى نحو أيلة، فمات في آخر سنة ثلاث، أو أول سنة أربع وسبعين، وذلك عقب قتل ابن الزبير على الصحيح، وقيل: عاش إلى سنة ثمانين، أو بعد ذلك، وعند الواقديّ أنه مات بالمدينة سنة إحدى وثمانين، وزعمت الكيسانية أنه حيّ لم يمت، وأنه المهديّ، وأنه لا يموت حتى يملك الأرض في خرافات لهم كثيرة، ليس هذا موضعها، ذكر هذا كله الحافظ في "الفتح" ملخَّصًا من طبقات ابن سعد، وتاريخ الطبريّ، وغيره (١).

(فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ) وللفاكهيّ في "كتاب مكة" من طريق أبى أويس، عن يزيد بن رومان وغيره قالوا: "لَمَّا أحرق أهل الشام الكعبةَ، ورَمَوْها بالمنجنيق، وَهَتِ الكعبة".

ولابن سعد في "الطبقات" من طريق أبي الحارث بن زمعة قال: "ارتَحَلَ الحصين بن نُمير -يعني الأمير الذي كان يقاتل ابن الزبير من قِبل يزيد بن معاوية- لما أتاهم موت يزيد بن معاوية في ربيع الآخر سنة أربع وستين، قال: فأمر ابن الزبير بالْخِصَاص (٢) التي كانت حول الكعبة، فهُدِمت، فإذا الكعبة


(١) راجع: "الفتح" ١٠/ ١٧٩ "كتاب التفسير" رقم (٤٦٦٦) تفسير "سورة براءة".
(٢) قال في "القاموس": الْخُصّ بالضمّ: البيت من القصب، أو البيت يُسقّف بخشبة، =