للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تنفض -أي: تتحرك- مُتَوَهِّنةً، ترتج من أعلاها إلى أسفلها، فيها أمثال جيوب النساء من حجارة المنجنيق".

وللفاكهيّ من طريق عثمان بن ساج: "بلغني أنه لَمّا قَدِمَ جيش الحصين بن نُمير، أحرق بعض أهل الشام على باب بني جُمَح، وفي المسجد يومئذ خيام، فمشى الحريق حتى أخذ في البيت، فظنّ الفريقان أنهم هالكون، وضعف بناء البيت، حتى إن الطير ليقع عليه، فتتناثر حجارته".

ولعبد الرزاق، عن أبيه، عن مرثد بن شُرَحبيل: أنه حَضَر ذلك، قال: "كانت الكعبة قد وَهَتْ من حريق أهل الشام، قال: فهدمها ابن الزبير، فتركه ابن الزبير حتى قَدِمَ الناس الموسم، يريد أن يُحَزِّبهم على أهل الشام، فلما صدر الناس، قال: أشيروا عليّ في الكعبة … " الحديث.

ولابن سعد من طريق ابن أبي مليكة قال: "لم يَبْنِ ابن الزبير الكعبة حتى حج الناس سنة أربع وستين، ثم بناها حين استَقْبَلَ سنة خمس وستين".

وحَكَى عن الواقدي أنه رَدَّ ذلك، وقال: الأثبت عندى أنه ابتدأ بناءها بعد رحيل الجيش بسبعين يومًا، وجزم الأزرقيّ بأن ذلك كان في نصف جمادى الآخرة، سنة أربع وستين.

قال الحافظ -رحمه الله-: ويمكن الجمع بين الروايتين بأن يكون ابتداء البناء في ذلك الوقت، وامتدّ أمده إلى الموسم؛ ليراه أهل الآفاق؛ ليشنّع بذلك على بني أمية، ويؤيده أن في "تاريخ المسبحي": أن الفراغ من بناء الكعبة كان في سنة خمس وستين، وزاد المحبّ الطبريّ أنه كان في شهر رجب، والله أعلم.

قال: وإن لم يكن هذا الجمع مقبولًا، فالذي في "الصحيح" مُقَدَّم على غيره. انتهى (١).

(تَرَكَهُ) أي: البيت؛ أي: ترك بناءه (ابْنُ الزُّبَيْرِ، حَتَّى قَدِمَ) بكسر الدال (النَّاسُ الْمَوْسِمَ) بفتح الميم، وسكون الواو، وكسر السين: جمعه: مواسم،


= جمعه خِصَاصٌ، وخُصُوصٌ. انتهى.
(١) "الفتح" ٤/ ٤٩٢ - ٤٩٣.