للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والثوريّ، وكذا في رواية حماد بن سلمة، عن ثابت، وحميد، وفي رواية زهير، وابن عليّة: "نواة من ذهب، أو وزن نواة من ذهب"، وكذا في رواية عبد الرحمن نفسه بالشكّ، وفي رواية شعبة عن عبد العزيز بن صُهيب: "على وزن نواة"، وعن قتادة: "على وزن نواة من ذهب"، ومثل الأخير في رواية حماد بن زيد، عن ثابت، وكذا أخرجه مسلم من طريق أبي عوانة، عن قتادة، ولمسلم من رواية شعبة، عن أبي حمزة، عن أنس: "على وزن نواة، فقال رجلٌ من ولد عبد الرحمن: من ذهب"، ورجّح الداوديّ رواية من قال: "على نواة من ذهب"، واستنكر رواية من روى: "وزن نواة"، قال الحافظ: واستنكاره هو المنكر؛ لأن الذين جزموا بذلك أئمّةٌ حُفّاظ، قال عياضٌ: لا وَهَمَ في الرواية؛ لأنها إن كانت نواة تمر، أو غيره، أو كان للنواة قدرٌ معلوم، صلح أن يقال في كلّ ذلك: وزن نواة. انتهى (١).

(قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("فَبَارَكَ اللهُ لَكَ) قال النوويّ - رحمه الله -: فيه استحباب الدعاء للمتزوّج، وأن يقال: بارك الله لك، أو نحوه، وسبق في الباب الماضي إيضاحه. انتهى (٢).

(أَوْلِمْ) فعل أمر من أولَمَ: إذا صَنَعَ وَلِيمَة، أي اصنع وليمة، و"الوليمة": اسم لكلّ طعام يُتّخذ لجمع، وقال ابن فارس: هي طعام الْعُرْس، والجمع وَلائم، قاله الفيّوميّ، وقال ابن منظور: الوليمة طعام العُرْس، والإملاك، وقيل: هي كلّ طعام صُنِع لِعُرس وغيره، وقد أولم، قال أبو عبيد: سمعت أبا زيد يقول: يُسمَّى الطعام الذي يُصنع عند الْعُرْس الوليمةَ، والذي عند الإمْلَاكِ النَّقِيعَةَ. انتهى (٣)، وسيأتي تمام البحث في ذلك بعد بابين - إن شاء الله تعالى -.

(وَلَوْ بِشَاةٍ") "لو" هنا للتقليل، كما في حديث: "رُدُّوا السائل ولو بظلف مُحْرَق" (٤)، قال السيوطيّ في "الكوكب الساطع" عند تعداد معاني "لو":

وَقِلَّةٍ كَخَبَرِ الْمُصَدَّقِ … تَصَدَّقُوا وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحْرَقِ


(١) "الفتح" ١١/ ٥٢٥ - ٥٢٦.
(٢) "شرح مسلم" ٩/ ٢١٦.
(٣) راجع: "لسان العرب" ١٢/ ٦٤٣.
(٤) حديث صحيح، أخرجه النسائيّ.