للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الهُدْبة في الاسترخاء، وعدم الانتشار، قاله في "الفتح" (١).

وقال وليّ الدين: "الْهُدْبةُ" - بضم الهاء، وإسكان الدال، بعدها باء موحّدة - هي طرف الثوب الذي لم يُنسَج، وهو ما يبقى بعد قطع الثوب من السِّداء، شُبّه بهُدْب العين، وهو شعر جَفْنها، ثم يَحْتَمِل أن يكون تشبيه الذَّكَر بالهدبة لصغره، ويَحْتَمِل أن يكون لاسترخائه، وعدم انتشاره (٢).

وفي رواية للبخاريّ من طريق أبي معاوية، عن هشام: "فتزوّجت زوجًا غيره، فلم يَصِلْ منها إلى شيء يريده"، وعند أبي عوانة من طريق الدراورديّ، عن هشام: "فنكحها عبد الرحمن بن الزَّبير، فاعتُرِضَ عنها"، وقوله: "فاعتُرِضَ" بضم المثناة، وآخره ضادٌ معجمةٌ، أي حصل له عارضٌ، حال بينه وبين إتيانها، إما من الجنّ، وإما من المرض.

وفي رواية للبخاريّ من طريق يحيى بن سعيد القطّان، عن هشام: "فَذَكَرتْ له أنه لا يأتيها"، وفي رواية من طريق أبي معاوية، عن هشام: "فلم يقربني إلا هَنَةً واحدةً، ولم يَصِل منّي إلى شيء"، و"الهنَة" - بفتح الهاء، وتخفيف النون -: المرّة الواحدة الحقيرة.

(فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) وفي رواية النسائيّ: "فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، قال النوويّ: قال العلماء: إن التبسّم للتعجّب من جهرها، وتصريحها بهذا الذي تستحيي منه النساء في العادة، أو لرغبتها في زوجها الأول، وكراهة الثاني، والله أعلم. انتهى (٣).

(فَقَالَ: "أَتُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَةَ؟) قال وليّ الدين - رحمه الله -: هكذا رويناه بفتح التاء، وكسر الجيم. ويجوز أن يكون بضمّ التاء، وفتح الجيم، مبنيًّا للمفعول، وسببه أنه فَهِم عنها إرادة فراق عبد الرحمن، وإرادة أن يكون فراقها سببًا للرجوع إلى رفاعة، وكأنه قيل لها: إن هذا المقصود لا يحصل على تقدير أن يكون الأمر على ما ذكرت. انتهى (٤).

وفي رواية للبخاريّ من طريق أيوب، عن عكرمة: أن رفاعة طلّق امرأته،


(١) "الفتح" ١٢/ ١٩٨.
(٢) "طرح التثريب" ٧/ ٩٧.
(٣) "شرح النوويّ" ١٠/ ٣ - ٤.
(٤) "طرح التثريب" ٧/ ٩٧.