للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

على وجهها، وهي حجة في استعمال الوجهين. انتهى (١).

قال الجامع عفا الله عنه: هذا الذي عزاه القاضي إلى النحاة هو الذي ذكره ابن مالك - رحمه الله - في "الكافية الشافية" بقوله:

وَغَالِبًا أَغْنَاهُمُ خَيْرٌ وَشَرْ … عَنْ قَوْلِهِمْ أَخْيَرُ مِنْهُ وَأَشَرْ

لكن ذكر الفيّوميّ أن استعماله بأفعل لغة لبني عامر، ونصّه في مادّة شَرّ: وهذا شرٌّ من ذاك، والأصل أشرّ بالألف، على أفعل، واستعمال الأصل لغةٌ لبني عامر، وقُرئ في الشّاذّ: "من الكذّاب الأشرّ" على هذه اللغة. انتهى (٢).

وقال المجد: وهو شَرٌّ منك، وأشرّ قليلةٌ، أو رديئة. انتهى (٣).

وقال القرطبيّ - رحمه الله -: شرٌّ وخيرٌ للمفاضلة، وغيرها، وشرّ هنا للمفاضلة، بمعنى أشرّ، وهو أصلها، و"من" هنا زائدة على "شرّ". انتهى (٤).

قال الجامع عفا الله عنه: قوله: "من" زائدة غير صحيح؛ لأنه يؤدي إلى أن هذا الشخص أشر الناس مطلقًا، مع أنه هناك من هو أشرّ منه، وهو الكافر، كما قال تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٥٥)} [الأنفال: ٥٥]، بل هي هنا للتبعيض، أي هو منهم، أي بعضهم، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

(عِنْدَ اللهِ) متعلّق بـ "أشرّ"، وقوله: (مَنْزِلَةً) منصوب على التمييز (يَوْمَ الْقِيَامَةِ) ظرف لـ "أشرّ" أيضًا.

وقوله: (الرَّجُلَ) بالنصب على أنه اسم "إنّ" مؤخّرًا (يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ) أي يصل إليها، وهو كناية عن الجماع، كما في قوله تعالى: {وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} [النساء: ٢١] (وَتُفْضِي إِلَيْهِ) أي تصل إليه (ثُمَّ يَنْشُرُ) بضم الشين، من باب نصر (سِرَّهَا) المراد بالسّرّ وصف ما يجري بين الزوجين من أمور الاستمتاع، وما يجري من المرأة من قول، أو فعل حالة الجماع (٥).

وقال القرطبيّ - رحمه الله -: "سرّها": أي نكاحها، كما قال:

وَلَا تَنْظُرَنَّ جَارَةً إِنَّ سِرَّهَا … عَلَيْكَ حَرَامٌ فَانْكِحَنْ أَوْ تَأَبَّدَا


(١) "إكمال المعلم" ٤/ ٦١٤.
(٢) "المصباح المنير" ١/ ٣٠٩.
(٣) "القاموس المحيط" ٢/ ٥٧.
(٤) "المفهم" ٤/ ١٦١.
(٥) "شرح الأبيّ" ٤/ ٦٢.