للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أو أول سنة أربع وسبعين، وذلك عقب قتل ابن الزبير على الصحيح، وقيل: عاش إلى سنة ثمانين أو بعد ذلك، وعند الواقديّ: أنه مات بالمدينة سنة إحدى وثمانين، وزَعَمت الكيسانية أنه حيّ لم يَمُت، وأنه المهديّ، وأنه لا يموت حتى يملك الأرض، في خُرَافات لهم كثيرة، ليس هذا موضعها، ذكر هذا كلّه في "الفتح" (١).

(فَقَالَ) جُندب - رضي الله عنه - (اجْمَعْ لِي نَفَرًا) بفتحتين: جماعة الرجال من ثلاثة إلى عشرة، وقيل: إلى سبعة، ولا يقال: نفرٌ فيما زاد على العشرة، قاله الفتوميّ (٢). (مِنْ إِخْوَانِكَ) الظاهر أنه أراد بالإخوان ما يعمّ النسب والدين، كما قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} الآية (حَتَّى أُحَدِّثَهُمْ) بالنصب بـ "أن" مضمرة بعد "حتى"، كما قال في "الخلاصة":

وَبَعْدَ "حَتَّى" هَكَذَا إِضْمَارُ "أَنْ" … حَتْمٌ كـ "جُدْ حَتَّى تَسُرَّ ذَا حَزَنْ"

ومعنى "حتى" هنا التعليل، بمعنى "كي"، أي كي أُحدّثهم، كقوله تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ} الآية [البقرة: ٢١٧]، وقوله: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} الآية (٣) [المناففون: ٧] (فَبَعَثَ) عسعسٌ (رَسُولًا إِلَيْهِمْ) أي إلى إخوانه، قال صاحب "التنبيه": لا أعرف هذا الرسول. انتهى (٤). (فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَاءَ جُنْدَبٌ) - رضي الله عنه - (وَعَلَيْهِ بُرْنُسٌ) جملةٌ في محلّ نصب على الحال، و"الْبُرْنُسُ" - بضم الباء، وسكون الراء، وضمّ النون - قال ابن الأثير: هو كلُّ ثوب رأسُهُ منه، مُلْتزِقٌ به، دُرَّاعَةً كان، أو جُبَّةً، أو مِمْطَرةً، أو غيرها، وقال الجوهريّ: هو قَلَنْسُوَةٌ طويلةٌ كان النُّسّاك يَلبسُونها في صدر الإسلام، وهو من الْبِرْسِ - بكسر الباء - القطن، والنون زائدة، وقيل: إنه غير عربيّ. انتهى (٥).

وقوله: (أَصْفَرُ) صفة لبُرْنُس، "والصُّفْرة": لونٌ دون الْحُمْرة، والأصفر:


(١) "الفتح" ٨/ ١٧٧ - ١٧٨ "كتاب التفسير" "سورة التوبة" رقم الحديث (٤٦٦٥).
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٦١٧.
(٣) راجع: "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" ١/ ١٢٥.
(٤) "تنبيه المعلم" ص ٦٣.
(٥) "النهاية" ١/ ١٢٢.