(عَنْ عَامِرِ) بن شَرَاحيل الشعبيّ، وفي رواية للبخاريّ:"سمعت عامرًا"(حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ) بن عمرو بن حرام الأنصاريّ الصحابيّ ابن الصحابيّ -رضي الله عنهما- (أَنَّهُ كَانَ يَسِيرُ) لم يذكر في هذه الرواية مكان سفره، وفي رواية مغيرة التالية:"قال: غزوت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، وفي رواية سالم بن أبي الجعد:"قال: أقبلنا من مكة إلى المدينة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، وفي رواية أبي نضرة:"كنّا مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في سفر"، وفي رواية أبي المتوكّل:"سافرت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره، أظنّه غازيًا"، وهذه الروايات كلها عند مسلم.
قال في "الفتح": وكذا أبهمه أكثر الرواة عن جابر، ومنهم من قال:"كنت في سفر"، ومنهم من قال:"كنت في غزوة تبوك"، ولا منافاة بينهما، وفي رواية أبي المتوكل في "الجهاد": "لا أدري غزوة، أو عمرة"، ويؤيد كونه كان في غزوة، قوله في آخر رواية أبي عوانة، عن مغيرة:"فأعطاني الجمل وثمنه، وسهمي مع القوم"، لكن جزم ابن إسحاق، عن وهب بن كيسان، بأن ذلك كان في غزوة ذات الرقاع، من نخل، وكذا أخرجه الواقديّ، من طريق عطية بن عبد الله بن أنيس، عن جابر، قال الحافظ رحمه الله: وهي الراجحة في نظري؛ لأن أهل المغازي أضبط لذلك، من غيرهم، وأيضًا فقد وقع في رواية الطحاويّ: أن ذلك وقع في رجوعهم من طريق مكة إلى المدينة (١)، وليست طريقُ تبوك ملاقية لطريق مكة، بخلاف طريق غزوة ذات الرقاع، وأيضًا فإن في كثير من طرقه: أنه -صلى الله عليه وسلم- سأله في تلك القصة:"هل تزوجت؟ "، قال: نعم، قال:"أتزوجت بكرًا، أم ثيبًا؟ "، الحديث، وفيه اعتذاره بتزوجه الثيب، بأن أباه استُشهِد بأحد، وترك أخواته، فتزوج ثيبًا لتمشطهن، وتقوم عليهن، فأشعر بأن ذلك كان بالقرب من وفاة أبيه، فيكون وقوع القصة في ذات الرقاع أظهر، من وقوعها في تبوك؛ لأن ذات الرقاع كانت بعد أُحد بسنة واحدة، على الصحيح، وتبوك كانت بعدها بسبع سنين، والله أعلم، لا جرم جزم البيهقيّ في
(١) هذه الرواية عند مسلم، كما أسلفته، فكان الأولى عزوها إليه، فتنبّه.