للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(فَقَالَ: لَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "فَارْجِعْهُ" أي: رُدّ نحلتك، يقال: رجعه ثلاثيًّا متعدّيًا بنفسه، وفي لغة يتعدّى بالهمزة، فيقال: أرجعه، قال الفيّوميّ رحمه الله: رجع من سفره، وعن الأمر يرجع رَجْعًا، ورُجوعًا، ورُجعَى، ومَرْجِعًا، قال ابن السِّكِّيت: هو نقيض الذهاب، ويتعدّى بنفسه في اللغة الفصحى، فيقال: رجعته عن الشيء، وإليه، ورجعتُ الكلامَ وغيرَه؛ أي: رَدَدْته، وبها جاء القرآن، قال تعالى: {فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ} [التوبة: ٨٣]، وهُذيل تعدّيه بالألف. انتهى (١).

وفي رواية إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب الآتية: "قال: فاردده"، وفي رواية عروة مثله، وفي رواية الشعبيّ عند البخاريّ: "قال: فرجع، فردّ عطيته"، ولمسلم: "فردّ تلك الصدقة"، زاد في رواية أبي حيان: "قال: لا تشهدني على جور"، ومثله رواية عاصم، عن الشعبيّ، وفي رواية أبي حريز: "لا أشهد على جور"، ومثله من طريق إسماعيل، عن الشعبيّ، وفي رواية أبي حيان: "فقال: فلا تشهدني إذًا، فإني لا أشهد على جور"، وفي رواية المغيرة، عن الشعبيّ: "فإني لا أشهد على جور، ليشهد على هذا غيري"، وفي رواية داود بن أبي هند: "قال: فأشهدْ على هذا غيري"، وفي حديث جابر: "فليس يصلح هذا، وإني لا أشهد إلا على حقّ"، ولعبد الرزاق من طريق طاوس مرسلًا: "لا أشهد إلا على الحقّ، لا أشهد بهذه"، وفي رواية عروة عند النسائيّ: "فكره أن يشهد له"، وفي رواية المغيرة، عن الشعبيّ، عند مسلم: "اعدلوا بين أولادكم في النحل، كما تحبون أن يَعْدِلوا بينكم في البرّ"، وفي رواية مجالد، عن الشعبيّ، عند أحمد: "إن لبنيك عليك من الحقّ أن تعدل بينهم، فلا تشهدني على جور، أيسرّك أن يكونوا إليك في البرّ سواء؟ قال: بلى، قال: فلا إذًا"، ولأبي داود من هذا الوجه: "أن لهم عليك من الحقّ أن تعدل بينهم، كما أن لك عليهم من الحقّ أن يبرّوك"، وللنسائيّ من طريق أبي الضُّحَى: "لا سوَّيت بينهم"، وله ولابن حبان من هذا الوجه: "سَوِّ بينهم".

واختلاف الألفاظ في هذه القصة الواحدة يرجع إلى معنى واحد، وهو


(١) "المصباح المنير" ١/ ٢٢٠.