للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومن طريق أبي ربيعة الإياديّ، عن ابن بريدة، عن أبيه، رفعه: "لكل نبيّ وصيّ، وإن عليًّا وصيي، وولدي".

ومن طريق عبد الله بن السائب، عن أبي ذرّ، رفعه: "أنا خاتم النبيين، وعليّ خاتم الأوصياء"، أوردها وغيرها ابن الجوزيّ في "الموضوعات".

ومن أكاذيب الرافضة أيضًا: ما رواه كثير بن يحيى، وهو من كبارهم، عن أبي عوانة، عن الأجلح، عن زيد بن عليّ بن الحسين، قال: لما كان اليوم الذي تُوُفّي فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر قصةً طويلة، فيها: فدخل عليّ، فقامت عائشة، فأكبّ عليه، فأخبره بألف باب مما يكون قبل يوم القيامة، يفتح كل باب منها ألف باب. وهذا مرسل، أو معضل.

وله طريق أخرى موصولة عند ابن عدي في "كتاب الضعفاء" من حديث عبد الله بن عمر، بسند وَاهٍ، ذكر هذا كله الحافظ في "الفتح" بعضه في "كتاب الوصايا" (١)، وبعضه في آخر "كتاب المغازي" "باب آخر ما تكلّم به النبيّ -صلى الله عليه وسلم- (٢) "، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

(المسألة الخامسة): في وصيّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بغير الخلافة:

قال الحافظ رحمه الله في "الفتح": وأما الوصايا بغير الخلافة فوردت في عدة أحاديث، يَجتمع منها أشياء:

(منها): حديث أخرجه أحمد، وهناد بن السريّ في "الزهد"، وابن سعد في "الطبقات"، وابن خزيمة، كلهم من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة -رضي الله عنها-: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال في وجعه الذي مات فيه: "ما فعلت الذُّهَيبة؟ (٣) " قلت: عندي، فقال: "أنفقيها … "، الحديث.


(١) "الفتح" ٦/ ٦٧٢ - ٦٧٣.
(٢) "الفتح" ٨/ ٦١٩ - ٦١٩.
(٣) "الذُّهَيبة": تصغير الذهب، وأدخل الهاء فيها؛ لأن الذهب يؤنّث، والمؤنّث الثلاثيّ إذا صُغِّر أُلحق في تصغيره الهاء، نحو قُويسة، وشُمية، قال في "الخلاصة":
وَاخْتِمْ بِتَا التَّأْنِيثِ مَا صَغَّرْتَ مِنْ … مُؤَنَّثٍ عَارٍ ثُلَاثِيٍّ كَـ "سنّ"
وقيل: هو تصغير ذهبة، على نيّة القطعة من الذهب، فصغّرها على لفظها، والله تعالى أعلم.