للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأخرج الإمام أحمد في "مسنده" (٨٨٢٩) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ويلٌ للعرب، من شر قد اقترب، فتنًا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنًا، ويُمسي كافرًا، يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليلٍ، المتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر"، أو قال: "على الشوك"، وفي سنده ابن لَهِيعة، ضعيفٌ (١).

وقال القاري: قوله: "يُصبح" استئناف لبيان بعض الفتن في ذلك الزمن، وقال الطيبيّ: استئناف بيان لحال المشبّه، وهو قوله: "فِتَنًا"، وقوله: "يبيع … إلخ" بيان للبيان.

وقال المظهر: فيه وجوه:

[أحدها]: أن يكون بين الطائفتين من المسلمين قتال لمجرّد العصبيّة والغضب، فيستحلّون الدم والمال.

[وثانيها]: أن تكون وُلاة المسلمين ظَلَمَةً، فيُريقون دماء المسلمين، ويأخذون أموالهم بغير حقّ، ويَزنون، ويَشربون الخمر، فيعتقد بعض الناس أنهم على الحقّ، ويُفتيهم بعض علماء السوء على جواز ما يفعلون من المحرّمات.

[وثالثها]: ما يجري بين الناس مما يُخالف الشرع من المعاملات والمبايعات وغيرها، فيستحلّونها. انتهى (٢). والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا في "الإيمان" [٥٤/ ٣٢٠] (١١٨)، و (الترمذيّ) في "الفتن" (٢١٩٥)، و (أحمد) في "مسنده" (٢/ ٣٠٤ و ٣٧٢ و ٣٩٠ و ٣٩١


(١) قال الحافظ أبو الهيثميّ في "مجمع الزوائد" ٧/ ٢٨٢: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف، وبقيّة رجاله رجال الصحيح. انتهى.
(٢) راجع: "الكاشف" ١١/ ٣٤٠٦.