للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وليس كذلك، بل هو اسم جنس، وقال ابن التين: جاء هكذا بلفظ الواحد، والمراد به الجمع، كالسامر، وقال صاحب "العين": ناقة شائلة، ونُوقٌ شائلٌ التي جَفّ لبنها، وشَوَّلَتِ الإبل -بالتشديد- لَصِقَت بطونها بظهورها، وقال الخطابيّ: ناقة شائل قَلّ لبنها، وأصله من شال الشيءُ: إذا ارتفع، كالميزان، والجمع شَوْل، كصاحب وصَحْب، وجاء شوائل جمع شائل، وفيما نُقِل من خطّ الدمياطيّ الحافظ: الشائل الناقة التي تَشُول بذنبها للقاح، وليس لها لبن، والجمع شُوَّلٌ -بالتشديد- كراكع ورُكَّع، وحَكَى قاسم بن ثابت في "الدلائل" عن الأصمعيّ: إذا أتى على الناقة من يوم حملها سبعة أشهر جَفّ لبنها، فهي شائلة، والجمع شَوْلٌ -بالتخفيف- وإذا شالت بذنبها بعد اللقاح، فهي شائل، والجمع شُوَّلٌ -بالتشديد- وهذا تحقيق بالغٌ، وأما ما وقع في "المطالع" إن شائل جمع شائلة، فليس بجيِّد. انتهى (١).

وقوله أيضًا: (أُتيَ بِإِبِلٍ) بالبناء للمفعول. وفي رواية: "فأتي رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بنَهب إبل"- بفتح النون، وسكون الهاء، بعدها موحّدة-؛ أي: غنيمة، وأصله ما يؤخذ اختطافًا بحسب السبق إليه على غير تسوية بين الآخذين. وفي رواية بُريدة، عن أبي بُردة أنه -صلى الله عليه وسلم- ابتاع الإبل التي حَمَل عليها الأشعريين من سعد (٢)، وفي الجمع بينها وبين رواية الباب عُسْرٌ، لكن يَحْتَمِل أن تكون الغنيمة لَمّا حصَلت حصل لسعد منها القدر المذكور، فابتاع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- منه نصيبه، فحملهم عليه، قاله في "الفتح" (٣).

(فَأَمَرَ لَنَا)؛ أي: أمر أن نُعطى ذلك، وفي رواية ابن عُليّة عند البخاريّ: "فقيل: أين الأشعريّون؟ فأتينا، فأمر لنا"، وفي رواية حماد: "وأتي بنهب إبل، فسأل عنّا، فقال: أين النفر الأشعريّون؟ فأمر لنا"، وفي رواية بُرَيد: "فلم ألبث


(١) "الفتح" ١٥/ ٣٩٤ - ٣٩٥، كتاب "كفّارات الأيمان" رقم (٢٧١٨).
(٢) قال في "الفتح" ٩/ ٥٥٨: لم يتعيّن لي من هو سعد إلى الآن، إلا أنه يهجس في خاطري أنه سعد بن عبادة. انتهى.
قال الجامع: كونه يهجس في خاطره لا يكفي في كونه هو، فليتأمّل.
(٣) "الفتح" ١٥/ ٤٠٨.