للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وشَمَّه. انتهى (١).

وتعقّبه الحافظ -رَحِمَهُ اللهُ-، فقال: وليس في الأمر في قوله في حديث أبي ذرّ -رضي الله عنه-: "أطعموهم مما تطعمون" إلزام بمؤاكلة الخادم، بل فيه أن لا يستأثر عليه بشيء، بل يُشْرِكه في كل شيء، لكن بحسب ما يدفع به شرّ عَيْنه، وقد نقل ابن المنذر عن جميع أهل العلم أن الواجب إطعام الخادم من غالب القوت الذي يأكل منه مثله في تلك البلدة، وكذلك القول في الأُدُم، والكسوة، وأن للسيد أن يستأثر بالنفيس من ذلك، وإن كان الأفضل أن يُشرك معه الخادم في ذلك (٢)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [١٠/ ٤٣٠٩] (١٦٦٣)، و (البخاريّ) في "العتق" (٢٥٥٧) و"الأطعمة" (٥٤٦٠)، و (أبو داود) في "الأطعمة" (٣٨٤٦)، و (الترمذيّ) في "الأطعمة" (١٨٥٤)، و (ابن ماجه) في "الأطعمة" (٣٢٨٩ و ٣٢٩٠)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (١٠/ ٤٢١)، و (ابن أبي شيبة) في "مسنده" (١/ ٢٥٠)، و (الحميديّ) في "مسنده" (١٠٧٢)، و (أحمد) في "مسنده" (٢/ ٢٧٧ و ٢٨٣ و ٢٩٥ و ٢٩٩ و ٣١٦ و ٤٠٦ و ٤٣٠ و ٤٦٤ و ٤٧٣ و ٥٠٥)، و (ابن راهويه) في "مسنده" (١/ ١٥١)، و (ابن الجعد) في "مسنده" (١/ ١٧٦)، و (الدارميّ) في "سننه" (٢/ ١٤٦)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (٩/ ٥٦)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (٤/ ٧٥)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (٨/ ٨)، والله تعالى أعلم.

[تنبيه]: هذا الحديث رواه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- جماعة غير موسى بن يسار، فقد رواه عنه محمد بن زياد عند البخاريّ، وأحمد، والأعرجُ عند ابن


(١) "شرح ابن بطال" ١٣/ ٦٩.
(٢) "الفتح" ١٢/ ٣٨٩ - ٣٩٠، كتاب "الأطعمة" رقم (٥٤٦٠).