أبي كثير، وفي "الديات" عن أبي رجاء، كلاهما عن أبي قلابة، وله في "الزكاة" عن شعبة، عن قتادة، عن أنس:"أن ناسًا من عرينة"، ولم يشكّ أيضًا، وكذا لمسلم من رواية معاوية بن قُرّة، عن أنس، وفي "المغازي" عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة:"أن ناسًا من عكل وعرينة" بالواو العاطفة، وهو الصواب، ويؤيده ما رواه أبو عوانة، والطبريّ، من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس، قال:"كانوا أربعة من عرينة، وثلاثة من عكل"، ولا يخالف هذا ما وقع عند الشيخين:"أن رهطًا من عكل ثمانيةً"؛ لاحتمال أن يكون الثامن من غير القبيلتين، وكان من أتباعهم، فلم يُنسب. وغَفَل من نَسَب عِدّتهم ثمانية لرواية أبي يعلى، وهي عند الشيخين.
وزعم ابن التين تبعًا للداوديّ أن عرينة هم عُكلٌ، وهو غلطٌ، بل هما قبيلتان، متغايرتان: عُكل من عدنان، وعُرينة من قحطان.
و"عُكْل" - بضم العين المهملة، وإسكان الكاف -: قبيلة من تيم الرَّبَاب.
و"عُرينة" - بالعين، والراء المهملتين، والنون، مصغرًا -: حيّ من قضاعة، وحيّ من بَجِيلة، والمراد هنا الثاني، كذا ذكره موسى بن عقبة في "المغازي"، وكذا رواه الطبريّ من وجه آخر عن أنس.
ووقع عند عبد الرزاق من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - بإسناد ساقط: أنهم من بني فزارة، وهو غلطٌ؛ لأن بني فزارة من مُضَر، لا يجتمعون مع عُكْل، ولا مع عُرينة أصلًا.
وذكر ابن إسحاق في "المغازي" أن قدومهم كان بعد غزوة ذي قَرَد، وكانت في جمادى الآخرة، سنة ست، وذكرها البخاريّ بعد الحديبية، وكانت في ذي القعدة منها، وذكر الواقديّ أنها كانت في شوال منها، وتبعه ابن سعد، وابن حبان، وغيرهما، والله أعلم.
وللبخاريّ في "المحاربين" من طريق وُهيب، عن أيوب أنهم كانوا في الصُّفّة قبل أن يطلبوا الخروج إلى الإبل. انتهى (١).
(قَدِمُوا) بكسر الدال (عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ، فَاجْتَوَوْهَا)؛ أي:
(١) راجع: "الفتح" ١/ ٥٧٣ - ٥٧٤، كتاب "الوضوء" رقم (٢٣٣).