للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"صحيح أبي عوانة" من رواية معاوية بن قُرّة، عن أنس، وقد أخرج مسلم إسناده، ولفظه: "فقتلوا أحد الراعيين، وجاء الآخر قد جَزِعَ، فقال: قد قتلوا صاحبي، وذهبوا بالإبل"، واسم راعي النبيّ - صلى الله عليه وسلم - المقتول يسار - بياء تحتانية، ثم مهملة خفيفة - كذا ذكره ابن إسحاق في "المغازي"، ورواه الطبراني موصولًا من حديث سلمة بن الأكوع بإسناد صالح، قال: "كان للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - غلام، يقال له: يسار" زاد ابن إسحاق: "أصابه في غزوة بني ثعلبة"، قال سلمة: "فرآه يحسن الصلاة، فأعتقه، وبعثه في لِقاح له بالحرّة، فكان بها"، فذكر قصة العرنيين، وأنهم قتلوه، قال الحافظ: ولم أقف على تسمية الراعي الآتي بالخبر، والظاهر أنه راعي إبل الصدقة، ولم تختلف روايات البخاريّ في أن المقتول راعي النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وفي ذِكره بالإفراد، وكذا لمسلم لكن عنده من رواية عبد العزيز بن صهيب، عن أنس: "ثم مالوا على الرُّعاة، فقتلوهم"، بصيغة الجمع، ونحوه لابن حبان من رواية يحيى بن سعيد، عن أنس، فَيَحْتَمِل أن إبل الصدقة كان لها رُعاة، فقُتل بعضهم مع راعي اللقاح، فاقتصر بعض الرواة على راعي النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وذكر بعضهم معه غيره، ويَحْتَمِل أن يكون بعض الرواة ذكره بالمعنى، فتجوّز في الإتيان بصيغة الجمع، وهذا أرجح؛ لأن أصحاب المغازي لم يذكر أحد منهم أنهم قتلوا غير يسار، والله أعلم. انتهى (١).

(فَبَعَثَ) زاد في رواية للبخاريّ: "الطَّلَبَ" (فِي أَثْرِهِمْ)؛ أي: بعدهم، يقال: جئتُ في أَثَره - بفتحتين -، وإِثْرِهِ - بكسر، فسكون -؛ أي: تبعته عن قُرب (٢).

وفي حديث سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه -: "خيلًا من المسلمين، أميرهم كُرْز بن جابر الْفِهْريّ"، وكذا ذكره ابن إسحاق، والأكثرون، وهو بضم الكاف، وسكون الراء، بعدها زاي، وللنسائيّ من رواية الأوزاعيّ: "فبعث في طلبهم قافةً"، وهو جمع قائف.

وفي رواية معاوية بن قُرّة، عن أنس الآتية لمسلم: "وعنده شباب من


(١) "الفتح" ١/ ٥٧٨.
(٢) "المصباح المنير" ١/ ٤.