للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(قَالَ) بُريدة - رضي الله عنه - (ثُمَّ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ) قال صاحب "التنبيه": اسمها سُبيعة، وقيل: أميمة، ذكرهما الخطيب البغداديّ (١). (مِنْ غَامِدٍ) بفتح الغين المعجمة، وكسر الميم: بطن من الأزد، وهو غامد، واسمه عمرو بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث، وإنما قيل له غامد؛ لأنه كان بين قومه شرّ، فاصلح بينهم، وتغمّد ما كان من ذلك، قاله في "اللباب" (٢).

وقال النوويّ: غامد بطن من جهينة. انتهى، وهذا يقتضي أن الغامديّة هي الجهنيّة الآتية في حديث عمران بن حصين - رضي الله عنهما - الآتي، وقد مشى على هذا بعضهم، وسيأتي تمام البحث فيه - إن شاء الله تعالى -.

وقوله: (مِنَ الأَزْدِ) حال من "غامد"، وأزد أبو قبيلة، وهو أزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد كهلان بن سبأ، ويقال: أزدِ شنوأة - بفتح الهمزة، وسكون الزاي، وكسر الدال المهملة - أفاده في "اللباب" (٣).

(فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ طَهِّرْنِي، فَقَالَ: "وَيْحَكِ، ارْجِعِي، فَاستَغْفِرِي اللهَ، وَتُوبِي إِلَيْهِ"، فَقَالَتْ: أَرَاكَ تُرِيدُ أَنْ تُرَدِّدَنِي)؛ أي: ترجّعني (كَمَا رَدَّدْتَ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: "وَمَا ذَاكِ؟ "، قَالَتْ: إِنَّهَا حُبْلَى) الظاهر أن هذا من الالتفات؛ لأن الظاهر أن تقول: إني حبلى من الزنا.

وقال الطيبيّ - رحمه الله -: قوله: "إنها حبلى" جملة مستأنَفة بيانٌ لموجب قياس حالها على حال ماعز، والعلّة غير جامعة، فكأنها قالت: إني غير متمكّنة من الإنكار بعد الإقرار؛ لظهور الْحَبَل، بخلافه، فقوله: "إنها حبلى" على الغيبة حكاية قولها: إني حبلى، يدلّ عليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أنت؟ "؛ لأنه تقرير لِمَا تكلّمت به. انتهى (٤).

وقوله: (مِنَ الزِّنَا) قال ابن الهمام: الزنا مقصور في اللغة الفصحى، لغة


(١) "تنبيه المعلم" ص ٢٩٢.
(٢) "اللباب في تهذيب الأنساب" ٢/ ٣٧٣.
(٣) "اللباب في تهذيب الأنساب" ١/ ٤٦.
(٤) "الكاشف عن حقائق السنن" ٨/ ٢٥١٧ - ٢٥١٨.