أخرجه (المصنّف) هنا في "الإيمان"[٦٠/ ٣٣٦](١٢٥)، و (أحمد) في "مسنده"(٢/ ٧٦ و ٧٧)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(١٣٩)، و (ابن جرير) في "تفسيره"(٣/ ١٤٣)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(٢٢٢ و ٢٢٣)، و (أبو نُعيم) في "مستخرجه"(٣٢٥ و ٣٢٦)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان المراد في قوله عز وجل {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ} الآية.
٢ - (ومنها): بيان رحمة الله تعالى لهذه الأمة بسبب نبيها الذي قال الله في تعظيم شأنه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (١٠٧)} [الأنبياء: ١٠٧]- صلى الله عليه وسلم -.
٣ - (ومنها): بيان ما أكرم الله تعالى به هذه الأمة - زادها الله تعالى شرفًا - بأن خفّف عنها ما كان على غيرها من الأمم السابقين من الإصر، والأغلال: أي الثِّقَل والمشاقّ.
٤ - (ومنها): بيان ثبوت النسخ في هذه الشريعة الغرّاء، وهو مجمع عليه بين المسلمين.
٥ - (ومنها): ما كان عليه الصحابة - رضي الله عنهم - من المسارعة والانقياد لأحكام الشرع، ومن شدّة خوفهم من عدم القيام بما كلّفهم الله تعالى به، ومراجعة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - باركين على رُكَبهم بين يديه، حتى يسأل ربه سبحانه وتعالى أن يخفّف عنهم الشدّة، فجاءهم الفرج القريب.
٦ - (ومنها): ما كان عليه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من شدّة خوفه على أمته أن تسلك مسلك الأمم السابقة في ردّ ما أتوا به من أوامر الله، فقالوا: سمعنا وعصينا، فنزل عليهم العذاب، فحذّر - صلى الله عليه وسلم - صحابته أن يكونوا مثلهم، فيصيبهم مثل ما أصابهم، فهداهم الله تعالى، فاستجابوا، وقالوا:{سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير}.
٧ - (ومنها): بيان فضل هذه الأمة على الأمم السابقة، حيث إنهم قالوا لأنبيائهم: سمعنا وعصينا، وهذه الأمة قالت: سمعنا وأطعنا، فظهر مصداق قوله عز وجل:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}[آل عمران: ١١٠] الآية.