وقال أبو حاتم السجستانيّ: العرب تقول: لاها الله ذا بالهمز، والقياس ترك الهمز، وحَكَى ابن التين عن الداوديّ أنه رُوِي برفع "الله"، قال: والمعنى: يأبى الله.
وقال غيره: إن ثبتت الرواية بالرفع، فتكون "ها" للتنبيه، و"الله" مبتدأ، و"لا يَعْمِد" خبره. انتهى، ولا يخفى تكلّفه، وقد نَقَل الأئمة الاتفاق على الجرّ، فلا يُلتفت إلى غيره.
وأما "إذا" فثبتت في جميع الروايات المعتمدة، والأصول المحققة من "الصحيحين" وغيرهما بكسر الألف، ثم ذال معجمة منونة.
وقال الخطابيّ: هكذا يروونه، وإنما هو في كلامهم؛ أي: العرب: "لاها الله ذا"، و"ها" فيه بمنزلة الواو، والمعنى: لا والله يكون ذا.
ونَقَل عياض في "المشارق" عن إسماعيل القاضي أن المازنيّ قال: قولُ الرواة "لاها الله إذًا" خطأ، والصواب:"لاها الله ذا"؟ أي: ذا يميني وقسمي.
وقال أبو زيد: ليس في كلامهم "لاها الله إذا"، وإنما هو "لاها الله ذا" و"ذا" صلة في الكلام، والمعنى: لا والله، هذا ما أُقسم به، ومنه أخذ الجوهريّ، فقال: قولهم: لاها الله ذا معناه: لا والله هذا، ففرقوا بين حرف التنبيه والصلة، والتقدير: لا والله ما فعلت ذا، وتوارد كثير ممن تكلم على هذا الحديث أن الذي وقع في الخبر بلفظ "إذا" خطأ، وإنما هو "ذا" تبعًا لأهل العربية، ومن زعم أنه ورد في شيء من الروايات بخلاف ذلك، فلم يُصب، بل يكون ذلك من إصلاح بعض مَن قَلَّد أهل العربية في ذلك.
وقد اختُلِف في كتابة "إذا" هذه، هل تكتب بألف، أو بنون؟ وهذا الخلاف مبنيّ على أنها اسم، أو حرف، فمن قال: هي اسم قال: الأصل فيمن قيل له: سأجيء إليك، فأجاب: إذًا أكرمَك؛ أي: إذا جئتني أكرمك، ثم حَذَف "جئتني"، وعوّض عنها التنوين، وأُضمرت "إن"، فعلى هذا يُكتب بالنون، ومن قال: هي حرف، وهم الجمهور اختلفوا، فمنهم من قال: هي بسيطة، وهو الراجح، ومنهم من قال: مركبة من "إذْ" و"إن" فعلى الأول تكتب بألف، وهو الراجح، وبه وقع رسم المصاحف، وعلى الثاني تُكتب بِنُون.
واختُلِف في معناها، فقال سيبويه: معناها الجواب والجزاء، وتبعه