للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فكان أول مال تأثلته، قال لي عبد الله، عن الليث: فقام النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فأدّاه إليّ. انتهى (١).

وقوله: (فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ) الصدّيق - رضي الله عنه - (كَلَّا) رَدْعُ، وزجر؛ أي: انزجر، واترك هذا الطلب.

وقال القرطبيّ رَحمه اللهُ: "كَلّا": ردع، وزجر، وقد تكون بمعنى: "لا"؛ كقوله تعالى حكاية عن موسى عليه السَّلام: {كَلَّا}، في جواب قولهم: {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}. وقد يكون استفتاحًا بمعنى: "ألا"؛ كما قيل في قوله تعالى: {إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (١٨)} [المطففين: ١٨]. انتهى (٢).

(لَا يُعْطِيهِ)؛ أي: النبيّ - صلى الله عليه وسلم - (أُضَيْبعَ مِنْ قُرَيْشٍ) قال القاضي عياض رحمه الله: اختَلَف رواة كتاب مسلم في هذا الحرف على وجهين:

أحدهما: رواية السمرقنديّ: "أُصَيبغ" - بالصاد المهملة، والغين المعجمة -.

والثاني: رواية سائر الرواة: "أُضيبع" - بالضاد المعجمة، والعين المهملة - قال: وكذلك اختلَفَ فيه رواة البخاريّ، فعلى الثاني هو تصغير ضَبُع، على غير قياس، كأنه لَمّا وَصَف أبا قتادة بأنه أسد صَغّر هذا بالإضافة إليه، وشبّهه بالضبيع؛ لضعف افتراسها، وما توصف به من العجز والحمق، وأما على الوجه الأول، فوصفه به لتغيّر لونه، وقيل: حَقَره، وذَمّه بسواد لونه، وقيل: معناه أنه صاحب لون غير محمود، وقيل: وصفه بالمهانة، والضعف، قال الخطابي: الأصيبغ: نوع من الطير، قال: ويجوز أنه شبّهه بنبات ضعيف، يقال له: الصبغاء، أول ما يطلع من الأرض يكون مما يلي الشمس منه أصفر. انتهى (٣).

وقال في "الفتح": قوله: "أُصيبغ" - بصاد مهملة، ثم غين معجمة - عند القابسيّ، وبمعجمة ثم مهملة عند أبي ذرّ، وقال ابن التين: وصفه بالضعف، والمهانة، والأُصيبغ: نوع من الطير، أو شبّهه بنبات ضعيف، يقال له:


(١) "صحيح البخاريّ" ٦/ ٢٦٢٢.
(٢) "المفهم" ٣/ ٥٤٤ - ٥٤٥.
(٣) "إكمال المعلم" ٦/ ٦٤.