للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أُبَيّ يثبّطهم، أرسلوا إلى النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إنا لا نخرج، فاصنع ما بدا لك، فقال: "الله أكبر، حاربت يهود"، فخرج إليهم، فخذلهم ابن أُبَيّ، ولم تُعِنْهم قريظة.

وروى عبد بن حميد في "تفسيره"، من طريق عكرمة: أن غزوة بني النضير كانت صبيحة قتل كعب بن الأشرف؛ يعني: الآتي ذكره (١).

[تنبيه]: قال في "الفتح": كان الكفار بعد الهجرة مع النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على ثلاثة أقسام:

قسم وادعهم على أنَّ لا يحاربوه، ولا يمالئوا عليه عدوّه، وهم طوائف اليهود الثلاثة: قريظة، والنضير، وقينقاع.

وقسم حاربوه، ونصبوا له العداوة، كقريش.

وقسم تاركوه، وانتظروا ما يئول إليه أمره؛ كطوائف من العرب، فمنهم من كان يحبّ ظهوره في الباطن؛ كخزاعة، وبالعكس كبني بكر، ومنهم من كان معه ظاهرًا، ومع عدوه باطنًا، وهم المنافقون. فكان أول من نقض العهد من اليهود بنو قينقاع، فحاربهم في شوال بعد وقعة بدر، فنزلوا على حكمه، وأراد قتلهم، فاستوهبهم منه عبد الله بن أُبَيّ، وكانوا حلفاءه، فوهبهم له، وأخرجهم من المدينة إلى أذرعات، ثم نقض العهد بنو النضير، وكان رئيسهم حُيَيّ بن أخطب، ثم نقضت قريظة. انتهى (٢).

(فَأَجْلَى رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) قال الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ -: جَلَوْتُ عن البلد جَلاءً بالفتح، والمدّ: خرجت، وأَجْلَيْتُ بالألف مثله، ويستعمل الثلاثيّ والرباعيّ متعديين أيضًا، فيقال: جَلَوْتُهُ، وأَجْلَيْتُهُ، والفاعل من الثلاثيّ جَالٍ، مثل قاضٍ، والجماعة: جَالِيَةٌ، ومنه قيل لأهل الذِّمة الذين أجلاهم عمر - رضي الله عنه - عن جزيرة العرب: جَالِيَةٌ، ثم نُقِلت الجَالِيَةُ إلى الجزية التي أُخذَتْ منهم، ثم استُعملت في كلّ جزية تؤخذ، وإن لَمْ يكن صاحبها جَلا عن وطنه، فيقال: استُعْمِل فلانٌ على الجَالِيَة، والجمع: الجَوَالِي. انتهى (٣).


(١) "الفتح" ٩/ ٨٩، كتاب "المغازي" رقم (٤٠٢٨).
(٢) "الفتح" ٩/ ٨٥ - ٨٦، كتاب "المغازي" رقم (٤٠٢٨).
(٣) "المصباح المنير" ١/ ١٠٦.