للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قَالَ: قَضَيْتَ بِحُكْمِ الْمَلِكِ") بكسر اللام، وهو الله تعالى، وقال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "بحكم الملك": الرواية المشهورة الملك بكسر اللام، وهو الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -، وتؤيدها الروايات التي قال فيها: "لقد حكمت فيهم بحكم الله قال القاضي: رويناه في "صحيح مسلم" بكسر اللام، بغير خلاف، قال: وضَبَطه بعضهم في "صحيح البخاري" بكسرها، وفتحها، فإن صح الفتح، فالمراد به جبريل - عَلَيْهِ السَّلَام -، وتقديره: بالحكم الذي جاء به الملك عن الله تعالى. انتهى (١).

وقال ابن التين: قوله في هذه الرواية: "حكمت فيهم بحكم الملك" ضبطناه في رواية القابسيّ بفتح اللام؛ أي: جبريل فيما أخبر به عن الله، وفي رواية الأصيليّ بكسر اللام؛ أي: بحكم الله؛ أي: صادفت حكم الله. انتهى (٢).

وقال في "الفتح": قوله: "وربّما قال: بحكم الملِك"، والشك فيه من أحد رواته، أي اللفظين قال؟ وفي رواية محمد بن صالح المذكورة: "لقد حكمت فيهم اليوم بحكم الله الذي حَكَم به من فوق سبع سماوات".

وفي حديث جابر عند ابن عائذ: "فقال: احكُم فيهم يا سعد، قال: الله ورسوله أحقّ بالحكم، قال: قد أمرك الله تعالى أن تحكم فيهم".

وفي رواية ابن إسحاق، من مرسل علقمة بن وقاص: "لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة"، و"أرقعة" بالقاف: جمع رَقِيع؛ كرغيف وأرغفة، وهو من أسماء السماء، قيل: سُمّيت بذلك؛ لأنَّها رُقِعت بالنجوم.

وهذا كله يَدْفَع ما وقع عند الكرمانيّ "بحكم الملَك" بفتح اللام، وفسَّره بجبريل؛ لأنه الذي يَنزل بالأحكام.

قال السهيليّ: قوله: "من فوق سبع سماوات": معناه: أن الحكم نزل من فوقُ، قال: ومثله قول زينب بنت جحش - رضي الله عنها -: "زَوّجني الله من نبيّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من فوق سبع سماوات"؛ أي: نزل تزويجها من فوقُ، قال: ولا يستحيل وصفه تعالى بالفوق على المعنى الذي يليق بجلاله، لا على المعنى الذي يسبق إلى


(١) راجع: "شرح النوويّ" ١٢/ ٦٤.
(٢) راجع: "الفتح" ١٤/ ٢١١، كتاب "الاستئذان" رقم (٦٢٦٢).