للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال الحافظ: وحديث عائشة - رضي الله عنها - هذا أخرجه أبو داود، والترمذيّ، وحسّنه، وصححه ابن حبان، والحاكم، وأصله في "الصحيح"، كما مضى في "المناقب"، وفي "الوفاة النبوية"، لكن ليس فيه ذكر القيام، وترجم له أبو داود: "باب القيام"، وأورد معه فيه حديث أبي سعيد، وكذا صنع البخاريّ في "الأدب المفرد"، وزاد معهما حديث كعب بن مالك في قصّة توبته، وفيه: "فقام إليّ طلحة بن عبيد الله، يُهروِلُ"، وقد أشار إليه في الباب الذي يليه، وحديث أبي أمامة المُبدأ به، أخرجه أبو داود، وابن ماجة، وحديث ابن بريدة أخرجه الحاكم، من رواية حسين المعلِّم، عن عبد الله بن بريدة، عن معاوية، فذكره، وفيه: "ما من رجل يكون على الناس، فيقوم على رأسه الرجال، يحب أن يكثر عنده الخصوم، فيدخل الجَنَّة"، وله طريق أخرى عن معاوية، أخرجه أبو داود، والترمذيّ، وحسَّنه، والبخاريّ في "الأدب المفرد" من طريق أبي مِجْلَز، قال: خرج معاوية على ابن الزبير، وابن عامر، فقام ابن عامر، وجلس ابن الزبير، فقال معاوية لابن عامر: اجلس، فإني سمعت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "من أحب أن يتمثل له الرجال قيامًا، فليتبوأ مقعده من النار"، هذا لفظ أبي داود، وأخرجه أحمد من رواية حماد بن سلمة، عن حبيب بن الشهيد، عن أبي مِجْلَز، وأحمد عن إسماعيل ابن علية، عن حبيب مثله، وقال: "العباد" بدل "الرجال"، ومن رواية شعبة، عن حبيب مثله، وزاد فيه: "ولم يقم ابن الزبير، وكان أرزنهما"، قال: فقال: مَهْ؟ فذكر الحديث، وقال فيه: "من أحبّ أن يتمثّل له عباد الله قيامًا"، وأخرجه أيضًا عن مروان بن معاوية، عن حبيب، بلفظ: "خرج معاوية، فقاموا له"، وباقيه كلفظ حماد، وأما الترمذيّ فإنه أخرجه من رواية سفيان الثوريّ، عن حبيب، ولفظه: "خرج معاوية، فقام عبد الله بن الزبير، وابن صفوان، حين رأوه، فقال: اجلسا"، فذكر مثل لفظ حماد، وسفيانُ وإن كان من جبال الحفظ، إلَّا أن العدد الكثير، وفيهم مثل شعبة أولى بأن تكون روايتهم محفوظة من الواحد، وقد اتفقوا على أنَّ ابن الزبير لَمْ يقم، وأما إبدال ابن عامر بابن صفوان، فسَهْل؛ لاحتمال الجمع بأن يكونا معًا وقع لهما ذلك، ويؤيده الإتيان فيه بصيغة الجمع، وفي رواية مروان بن معاوية المذكورة، وقد أشار البخاريّ في "الأدب المفرد" إلى الجمع