للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وعبد الواحد بن زيد، كلاهما متروك، ورواه أبو القاسم القشيريّ في "الرسالة" من حديث عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - بسند ضعيف. انتهى (١).

وأما الحديث الثاني، فقد أخرجه الطبرانيّ في "الأوسط" بإسنادين، قال الحافظ أبو بكر الهيثميّ (٢): ورجال أحدهما رجال الصحيح، ورواه البزّار، والبيهقيّ في "الشعب" (٦٨٣٦)، وضعّفه الشيخ الألبانيّ من رواية السِّلَفيّ في "معجم السفر" (٢/ ٥٠)، وقال في إسناده: الحارث بن غسّان مجهول، وعمر بن يحيى اتّهمه ابن عديّ بسرقة الحديث عن يحيى بن بسطام، وهو ضعيف جدًّا. انتهى (٣).

لكن رواية الطبرانيّ في "الأوسط" إسنادها - كما قال الهيثميّ -: رجال الصحيح، فالظاهر أنها صحيحة، والله تعالى أعلم.

والظاهر أن الحديث يدلّ على أن الإخلاص والرياء مما لا تطّلع عليه الحفظة، فيستثنى مما يطّلعون عليه من أعمال قلوب بني آدم، فتدبّر، والله تعالى أعلم.

[تنبيه]: سئل شيخ الإسلام ابن تيميّة إذا كان الهَمُّ سرًّا بين العبد وبين ربّه، فكيف تطّلع الملائكة عليه؟.

فأجاب قائلًا: الحمد لله، قد رُوي عن سفيان بن عيينة في جواب هذه المسألة، قال: إنه إذا همّ بحسنة شمّ الملك رائحة طيّبةً، وإذا همّ بسيّئة شمّ رائحةً خبيثةً.

والتحقيق: أن الله تعالى قادر على أن يُعلم الملائكة بما في نفس العبد،


(١) راجع: "إتحاف السادة المتّقين" ١٠/ ٤٣.
(٢) قال الطبرانيّ في "الأوسط": حدثنا أبو مسلم، ثنا عبد الله بن عبد الوهّاب الْحَجَبيّ، ثنا الحارث بن عُبيد أبو قُدامة، عن أبي عمران الْجَوْنيّ، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يؤتى يوم القيامة بصُحُف مختمة، فتُنصب … " الحديث، وأبو مسلم شيخه اسمه إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز البصريّ، صاحب "كتاب السنن" ثقة، توفي سنة (٢٩٢ هـ). راجع: "تذكرة الحفاظ" ٢/ ٦٢٠، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(٣) "السلسلة الضعيفة" ٦/ ١٩٤ رقم (٢٦٧٢).