للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رواية أبي عوانة التصريح به، ولفظه: "فأقبلوا، ولهم حنين، كحنين الإبل، فقالوا: لبيك يا رسول الله، وسعديك".

[فائدة]: قال ابن هشام الأنصاريّ رحمه الله في "مغنيه": وإذا وَلي "يا" ما ليس بمنادى؛ كالفعل في نحو {أَلَّا يَسْجُدُوا} [النمل: ٢٥]، وقوله [من الطويل]:

أَلَا يَا اسْقِيَانِي قَبْلَ غَارَةِ سِنْجَالِ … وَقَبْلَ مَنَايَا عَادِيَاتٍ وَأَوْجَالِ

والحرف في نحو: {يَالَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} الآية [النساء: ٧٣]، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (يا رب كاسية في الدنيا، عارية في الآخرة"، رواه البخاريّ، والجملة الاسمية؛ كقوله [من البسيط]:

يَا لَعْنَةَ اللهِ وَالأَقْوَامِ كُلِّهِمِ … وَالصَّالِحِينَ عَلَى سِمْعَانَ مِنْ جَارِ

فقيل: هي للنداء، والمنادى محذوف، وقيل: هي لمجرد التنبيه؛ لئلا يلزم الإجحاف بحذف الجملة كلها، وقال ابن مالك: إن وَليها دعاء، كهذا البيت، أو أمر، نحو: {أَلَّا يَسْجُدُوا}، فهي للنداء؛ لكثرة وقوع النداء قبلهما، نحو: {يَاآدَمُ اسْكُنْ} [البقرة: ٣٥]، {يَانُوحُ اهْبِطْ} [هود: ٤٨]، ونحو: {يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزخرف: ٧٧]، وإلا فهي للتنبيه. انتهى (١).

والله تعالى أعلم.

(قَالَ) عبّاس - رضي الله عنه - (فَاقْتَتَلُوا وَالْكُفَّارَ) هكذا في النسخ بنصب "والكفّارَ"، على أنه مفعول معه، ويجوز رفعه عطفًا على الواو، لكنه ضعيف؛ لأن العطف على ضمير الرفع المتصل بلا فاصل ضعيف، كما قال في "الخلاصة":

وَإِنْ عَلَى ضَمِيرِ رَفْعٍ مُتَّصِلْ … عَطَفْتَ فَافْصِلْ بِالضَّمِيرِ الْمُنْفَصِلْ

أَوْ فَاصِلٍ مَا وَبِلَا فَصْل يَرِدْ … فِي النَّظْمِ فَاشِيًا وَضُعْفَهُ اعْتَقِدْ

وقال في باب المفعول معه:

يُنْصَبُ تَالِي الْوَاوِ مَفْعُولًا مَعَهْ … فِي نَحْوِ "سِيرِي وَالطَّرِيقَ مُسْرِعَهْ"

إلى أن قال:

وَالْعَطْفُ إِنْ يُمْكِنْ بِلَا ضُعْفٍ أَحَقّ … وَالنَّصْبُ مُخْتَارٌ لَدَى ضُعْفِ النَّسَقْ

(وَالدَّعْوَةُ) بفتح الدال؛ يعني: الاستغاثة، والمناداة، (فِي الأَنْصَارِ)؛ أي:


(١) "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" ١/ ٤٨٨ - ٤٨٩.