للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أصحابه في مواجهة العدوّ في بدر، وهذا هو أحسن التوجيهات بينهما، فتأمله بالإمعان، والله تعالى وليّ التوفيق.

[تنبيه]: العير التي مع أبي سفيان يقال: كانت ألف بعير، وكان المال خمسين ألف دينار، وكان فيها ثلاثون رجلًا من قريش، وقيل: أربعون، وقيل: ستّون، قاله في "الفتح" (١).

[تنبيه آخر]: قوله تعالى: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ} الآية [الأنفال: ٧] نزل في قصة بدر بلا خلاف، بل جميع سورة الأنفال، أو معظمها نزلت في قصة بدر، وعن سعيد بن جبير: قلت لابن عباس: "سورة الأنفال؟ " قال: نزلت في بدر، والمراد بالطائفتين: العير، والنفير، فكان في العير: أبو سفيان، ومن معه، كعمرو بن العاص، ومخرمة بن نوفل، وما معه من الأموال، وكان في النفير: أبو جهل، وعتبة بن ربيعة، وغيرهما، من رؤساء قريش، مستعدِّين بالسلاح، متأهبين للقتال، وكان ميل المسلمين إلى حصول العِير لهم، وهو المراد بقوله: {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ} [الأنفال: ٧]، والمراد بذات الشوكة الطائفة التي فيها السلاح.

وروى الطبرانيّ، وأبو نعيم في "الدلائل"، من طريق عليّ بن طلحة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: أقبلت عير لأهل مكة من الشام، فخرج النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يريدها، فبلغ ذلك أهل مكة، فأسرعوا إليها، وسَبقت العير المسلمين، وكان الله وعدهم إحدى الطائفتين، وكانوا أن يَلْقَوا العير أحب إليهم، وأيسر شوكةً، وأخصّ مغنمًا من أن يلقوا النفير، فلمّا فاتهم العير نزل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بالمسلمين بدرًا، فوقع القتال، ذكره "الفتح" (٢).

(قَالَ: فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ) الصدّيق - رضي الله عنه - (فَأَعْرَضَ عَنْهُ)؛ يعني: أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يلتفت إلى أبي بكر، ولم يقنع بما أشار إليه، (ثُمَّ تَكَلَّمَ عُمَرُ) بن الخطّاب - رضي الله عنه -، ذكر ابن هشام رحمه الله ما حاصله: أنه - صلى الله عليه وسلم - لمّا أتاه الخبر عن قريش بمسيرهم؛


(١) "الفتح" ٩/ ١٦، كتاب "المغازي" رقم (٣٠٥١).
(٢) "الفتح" ٩/ ١٦.