للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تحابّوا … " الحديث (١)، والأصل: "لا تدخلون، ولا تؤمنون"؛ لأن "لا" نافية، و"لا" النافية تعمل في الفعل شيئًا. انتهى.

(إِذَا صَدَقَكُمْ) بإخبار الواقع، وهو خبر أبي جهل وأصحابه، (وَتَتْرُكُوهُ إِذَا كَذَبَكُمْ") بإخبار خلاف الواقع، وهو خبر أبي سفيان وأصحابه. (قَالَ) أنس - رضي الله عنه - (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "هَذَا) مشيرًا إلى مكان معيّن من بدر (مَصْرَعُ فُلَانٍ") - بفتح الميم، وسكون الصاد المهملة، وفتح الراء، آخره عين مهملة -؛ أَي: محلّ قتله. (قَالَ) أنس - رضي الله عنه - (وَيَضَعُ) - صلى الله عليه وسلم - (يَدَهُ عَلَى الأَرْضِ) المشار إليها، قائلًا (هَا هُنَا) مصرع فلان (وَهَا هُنَا) مصرع فلان؛ يعني: أنه - صلى الله عليه وسلم - أرى أصحابه - رضي الله عنهم - مصارع صناديد قريش التي سيُصرعون فيها عند مواجهة المسلمين لهم في المعركة، وهذا من معجزاته - صلى الله عليه وسلم -، حيث أخبر بالمغيّبات، وفيه تثبيت وتقوية لعزائم الصحابة - رضي الله عنهم - حيث إنهم يستيقنون أن النصر لهم، وأن الدائرة على أعدائهم.

[تنبيه]: "ها هنا": اسم إشارة إلى المكان القريب، كما قال في "الخلاصة":

وبِـ "هُنَا" أو "هَا هُنَا" أَشِرْ إِلَى … دَانِ الْمَكَانِ وِبِهِ الْكَافِ صِلَا

فِي الْبُعْدِ أَوْ بِـ "ثَمَّ" فُهْ أَ "هَنَّا" … أَوْ بِـ "هُنَالِكَ" انْطِقَنْ أَوْ "هِنَّا"

(قَالَ) أنس (فَمَا مَاطَ أَحَدُهُمْ)؛ أي: ما تباعد أحد أولئك الذي أشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأن هذا مصرع فلان، وهذا مصرع فلان، قال المجد رحمه الله: ماط عنّي يَمِيط مَيْطًا: تنحّى، وبَعُدَ، ونَحَّى، وأبعد، كأماط. انتهى (٢). (عَنْ مَوْضِعِ


(١) حديث رواه مسلم وأبو داود، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، مرفوعًا: "والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم".
ولفظ أبي داود: "والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم". انتهى.
(٢) "القاموس المحيط" ص ١٢٥١.