للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أسد، وهاشم بن القاسم كلاهما عند أحمد في "مسنده"، وزيد بن الحباب عند البيهقيّ في "السنن الكبرى"، وعمرو بن عاصم الكلابيّ عند أبي عوانة في "مسنده"، ويحيى بن زكريّا بن أبي زائدة عند الطحاويّ في "شرح معاني الآثار"، فكلّ هؤلاء الستّة رووه عن سليمان بن المغيرة، بسنده، بلفظ: "اهتف لي بالأنصار"، ولنذكر رواية أبي بكر بن أبي شيبة، في "مصنفه"، قال:

(٣٦٨٩٩) - حدّثنا أبو بكر (١)، قال: حدّثنا أبو أسامة، قال: حدّثنا سليمان بن المغيرة، قال: حدّثنا ثابت البنانيّ، عن عبد الله بن رَبَاح، قال: وَفَدَتْ وفودٌ إلى معاوية، وفينا أبو هريرة، وذلك في رمضان، فجعل بعضنا يصنع لبعض الطعام، قال: فكان أبو هريرة ممن يصنع لنا، فيُكْثِر، فيدعونا إلى رحله، قال: قلت: ألا أصنع لأصحابنا، فأدعُوَهم إلى رحلي، قال: فأمرت بطعام يُصْنَع، ولقيت أبا هريرة من العشيّ، فقلت: الدَّعْوَة عندي الليلةَ، قال: أسبقتني؟ قال: قلت: نعم، قال: فدعوتهم، فهم عندي، قال: قال أبو هريرة: ألا أعلمكم بحديث من حديثكم، يا معشر الأنصار؟ قال: ثمَّ ذكر فتح مكة، قال: أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى دخل مكة، وبَعَثَ الزبير بن العوّام على إحدى الْمُجَنِّبتين، وبَعَث خالد بن الوليد على المجنبة الأخرى، وبعث أبا عبيدة على الْحُسَّر، فأخذوا بطن الوادي، قال: ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كَتِيبة، قال: فناداني، قال: "يا أبا هريرة"، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: "اهْتِفْ لي بالأنصار، ولا يأتيني إلا أنصاريّ"، قال: فهتفت بهم، قال: فجاؤوا، حتى أطافوا به، قال: وقد وَبَّشَتْ قريشٌ أوباشًا لها، وأتباعًا، قالوا: فإن تقدَّم هؤلاء كان لهم شيء كُنّا معهم، وإن أصيبوا أَعْطَيْنا الذي سُئلنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للأنصار حين أطافوا به: "أَتَرَون إلى أوباش قريش، وأتباعهم؟ " ثمَّ قال بيديه إحداهما على الأخرى: "احصُدُوهم"، ثمَّ ضرب سليمان بحرف كفه اليمنى على بطن كفه اليسرى: "احصُدوهم حَصْدًا حتى توافوا بالصفا"، فانطلقنا، فما أحدٌ منا يشاء أن يَقتل منهم أحدًا إلا قتله، وما أحد منهم يوجِّه إلينا شيئًا، فقال أبو


(١) قائل: "حدّثنا أبو بكر" هو الراوي عن ابن أبي شيبة، وهو أبو بكر، فتنبّه، وبالله تعالى التوفيق.