وقسمة غنائمها على المسلمين، وكذلك مغانم أخرى، وانتشرت الدعوة الإسلاميّة في البلدان النائية، واستطاعوا أن يرسلوا كتب الدعوة إلى ملوك الأقاليم، وقد بيَّن الله - سبحانه وتعالى - فتحًا عظيمًا، فقال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (١٨) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (١٩) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (٢٠) وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (٢١)} [الفتح: ١٨ - ٢١].
(فَطَابَتْ نَفْسُهُ)؛ أي: انشرح صدر عمر - رضي الله عنه - لهذا الصلح، (وَرَجَعَ) إلى رَحْله راضيًا مسرورًا، قال النوويّ - رحمه الله -: وكان الفتح هو صلحَ يوم الحديبية، فقال عمر - رضي الله عنه -: أَوَ فتحٌ هو؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم"؛ لِمَا فيه من الفوائد التي قدّمنا ذكرها، وفيه إعلام الإمام، والعالم كبار أصحابه بما يقع له من الأمور المهمّة، والبعث إليهم لإعلامهم بذلك (١)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث سهل بن حُنيف - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٣٢/ ٤٦٢٤ و ٤٦٢٥ و ٤٦٢٦ و ٤٦٢٧](١٧٨٥)، و (البخاريّ) في "الجزية"(٣١٨١ و ٣١٨٢) و"المغازي"(٤١٨٩) و"التفسير"(٤٨٤٤) و"الاعتصام"(٧٣٠٨)، و (النسائيّ) في "الكبرى"(٦/ ٤٦٣)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه"(٧/ ٥٥١)، و (أحمد) في "مسنده"(٣/ ٤٨٥)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(٤/ ٢٩٦ و ٢٩٧ و ٢٩٨)، و (الطبرانيّ) في "الصغير"(٢/ ٥٧) و" الكبير"(٦/ ٨٨)، و (الطبريّ) في "تفسيره"(٢٦/ ٧٠)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(٩/ ٢٢٢)، والله تعالى أعلم.