للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ورواية همّام بن يحيى، عن قتادة، ساقها أبو بكر بن أبي شيبة في "مصنّفه"، فقال:

(٣٦٩٣٧) - حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا همّام، قال: حدّثنا قتادة، عن أنس، قال: أُنزلت على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١)} إلى آخر الآية مَرْجِعه من الحديبية، وأصحابه مخالطو الحزن والكآبة، قال: نزلت عليّ آية هي أحبّ إلي من الدنيا وما فيها جميعًا، فلما تلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال رجل من القوم: هنيئًا مريئًا، قد بَيَّن الله ما يَفْعَل بك، فماذا يَفعل بنا؟ فأنزل الله الآية التي بعدها: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}، حتى ختم الآية. انتهى (١).

ورواية شيبان، عن قتادة، ساقها البيهقيّ - رحمه الله - في "الكبرى"، فقال:

(٩٨٦٤) - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، وأبو أحمد بن إسحاق، واللفظ لأبي أحمد، قالا: ثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا محمد بن عبد الله الْمُخَرِّميّ، ثنا يونس بن محمد، ثنا شيبان، عن قتادة، قوله: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (٢) قال: حدّثنا أنس بن مالك أنها أنزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرجعه من الحديبية، وأصحابه مخالطون الحزن والكآبة، قد حيل بينهم وبين مناسكهم، ونحروا الهدي بالحديبية، فقال نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد أُنزلت عليّ آية، هي أحبّ إليَّ من الدنيا جميعًا"، فقرأها على أصحابه، فقالوا: هنيئًا مريئًا يا نبيّ الله، قد بَيَّن الله ماذا يَفعل بك، فماذا يفعل بنا؟ فأنزل الله - عزَّ وجلَّ - في ذلك: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}. انتهى (٢)، والله تعالى أعلم.

[خاتمة]: فائدتين نختم بهما باب صلح الحديبية:

(الفائدة الأولى): في ذكر قصّة الحديبية من "صحيح البخاريّ"، حيث إنه ساقه مطوّلًا جدًّا، قال - رحمه الله - في "كتاب الشروط":

(٢٧٣١) - حدّثني عبد الله بن محمد، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر،


(١) "مصنف ابن أبي شيبة" ٧/ ٤٠٨.
(٢) "السنن الكبرى" للبيهقيّ - رحمه الله - ٥/ ٢١٧.