للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بحذف الزيادة، وللشاعر إذا اضطر أن يقول: قريشيّ (١).

(ثَلَاثَ مَرَّاتٍ)؛ أي: دعا عليهم ثلاث مرّات، وكرّره إسرائيل في روايته لفظًا، لا عددًا. (فَلَمَّا سَمِعُوا صَوْتَهُ ذهَبَ عَنْهُمُ الضِّحْكُ، وَخَافُوا دَعْوَتَهُ)، وفي رواية البخاريّ: "فشقّ عليهم إذ دعا عليهم، قال: وكانوا يَرَون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة".

قال في "الفتح": وقوله: "وكانوا يَرون" بفتح أوله في روايتنا، من الرأي؛ أي: يعتقدون، وفي غيرها بالضم؛ أي: يَظُنُّون، والمراد بالبلد: مكة، ووقع في "مُستَخرج أبي نعيم" من الوجه الذي أخرجه منه البخاريّ: "في الثالثة" بدل قوله: "في ذلك البلد"، ويناسبه قوله: "ثلاث مرّات"، ويمكن أن يكون ذلك مما بقي عندهم من شريعة إبراهيم عليه السلام. انتهى (٢).

وقال القرطبيّ رحمه الله: وخوفهم من دعوة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - دليل على علمهم بفضله، وبصحة حاله، ومكانته عند الله تعالى، وأنه من الله تعالى بحيث يجيبه إذا دعاه، ولكن لم ينتفعوا بذلك للحسد، والشِّقْوة الغالبة عليهم. انتهى (٣).

(ثُمَّ قَالَ) وفي رواية البخاريّ: "ثم سَمَّى"؛ أي: فصّل مَن أَجمل، ("اللَّهُم عَلَيْكَ بِأَبِيِ جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ) وفي رواية للبخاريّ: "اللهمّ عليك بعمرو بن هشام"، وهو اسم أبي جهل، فلعلّه سمّاه، وكَنَاه جميعًا. (وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، و) أخيه (شَيْبَةَ بْن رَبِيعَةَ) بن عبد شمس، من بني أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف، (وَالوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ) قال النوويّ رحمه الله: هكذا هو في جميع نسخ مسلم: "والوليد بن عقبة" بالقاف، واتَّفَق العلماء على أنه غلطٌ، وصوابه: "والوليد بن عُتْبة" بالتاء، كما ذكره مسلم في رواية أبي بكر بن أبي شيبة بعد هذا، وقد ذكره البخاريّ في "صحيحه"، وغيره، من أئمة الحديث على الصواب، وقد نَبَّهَ عليه إبراهيم بن سفيان في آخر الحديث، فقال: "الوليد بن عقبة" في هذا الحديث غلطٌ، قال العلماء: والوليد بن عقبة بالقاف، هو ابن


(١) "لسان العرب" ٥/ ٣٥٨ بتصرّف، واختصار، وزيادة من "المصباح المنير".
(٢) " الفتح" ١/ ٥٩٥، كتاب "الوضوء" رقم (٢٤٠).
(٣) "المفهم" ٣/ ٦٥٣.