للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ … وَفي سَبِيلِ اللهِ مَا لَقِيتِ").

رجال هذا الإسناد: خمسة:

١ - (أَبُو عَوَانَةَ) الوضّاح بن عبد الله اليشكريّ الواسطيّ، ثقةٌ ثبتٌ [٧] (ت ٥ أو ١٧٦) (ع) تقدم في "المقدمة" ٢/ ٤.

٢ - (الأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ) العَبديّ، ويقال: العجليّ، أبو قيس الكوفيّ، ثقةٌ [٤] (ع) تقدم في "المساجد ومواضع الصلاة" ٣٦/ ١٤٣٠.

٣ - (جُنْدُبُ بْنُ سُفْيَانَ) هو: جندب بن عبد الله بن سفيان، نُسب لجدّه، البجليّ، ثم الْعَلَقيّ، أبو عبد الله الصحابيّ، نزل الكوفة، ثم البصرة (ع) تقدم في "الإيمان" ٤٣/ ٢٨٦.

والباقيان تقدّما قبل باب.

[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:

أنه من رباعيّات المصنّف - رحمه الله -، وهو (٣١٦) من رباعيات الكتاب، وله فيه شيخان، وأن صحابيّه ممّن نُسب إلى جدّه.

شرح الحديث:

(عَنْ جُنْدُبِ) - بضمّ أوله، والدال تُفتح، وتُضمّ - (ابْنِ سُفْيَانَ) تقدّم أنه ابن عبد الله بن سفيان، فهو في هذا السند منسوب إلى جدّه، (قَالَ: دَمِيَتْ) - بفتح الدال، وكسر الميم -؛ أي: جُرِحت، وخَرَج منها الدم، قال الفيّوميّ - رحمه الله -: دَمِيَ الجرحُ دَمّى، من باب تَعِبَ، وَدَمْيًا أيضًا على التصحيح: خرَجَ منه الدم، فهو دَم، على النقص، ويتعدَّى بالألف والتشديد (١). (إِصْبَعُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) قال بعضهم: الإصبع فيها عشر لغات: تثليث الهمزة، مع تثليث الموحّدة، والعاشرة: أُصبوع، بوزن عُصْفُور، وأشهرها كسر الهمزة، مع فتح الموحّدة، وهو الذي ارتضاه الفُصحاء.

قال الفيّوميّ: "الأصْبَعُ": مؤنثة، وكذلك سائر أسمائها، مثلُ الخنصر، والبنصر، وفي كلام ابن فارس ما يدلّ على تذكير الإصبع، فإنه قال: الأجود في أصبع الإنسان التأنيث، وقال الصغانيّ أيضًا: يُذَكَّر، ويؤنّث، والغالب


(١) "المصباح المنير" ١/ ٢٠٠.