قال ابن إسحاق: {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (١٠)}؛ أي: فلا تكن جبارًا، ولا متكبرًا، ولا فَحَّاشًا، ولا فَظًّا على الضعفاء من عباد الله.
وقال قتادة: يعني: رُدَّ المسكين برحمة ولين.
{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١)}؛ أي: وكما كنت عائلًا فقيرًا فأغناك الله، فحدِّث بنعمة الله عليك، كما جاء في الدعاء المأثور النبوي:"واجعلنا شاكرين لنعمتك، مثنين بها، قابليها، وأتمّها علينا".
وأخرج ابن جرير عن أبي نضرة قال: كان المسلمون يرون أن مِنْ شكر النِّعم أن يحدّث بها.
وأخرج الترمذيّ عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"لا يشكر الله من لا يشكر الناس"، وقال الترمذيّ: حديث صحيح (١)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - هذا متفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنف) هنا [٣٧/ ٤٦٤٧ و ٤٦٤٨ و ٤٦٤٩](١٧٩٧)، و (البخاريّ) في "التهجّد"(١١٢٤ و ١١٢٥) و"التفسير"(٤٩٥١) و"فضائل القرآن"(٤٩٨٣)، و (الترمذيّ) في "التفسير"(٥/ ٤٤٢)، و (النسائيّ) في "الكبرى"(٦/ ٥١٧)، و (الصنعانيّ) في "تفسيره"(٣/ ٣٧٩)، و (الحميديّ) في "مسنده"(٢/ ٣٤٢)، و (أحمد) في "مسنده"(٤/ ٣٢١ و ٣١٣)، و (الطبرانيّ) في "الكبير"(٢/ ١٧٣)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(٤/ ٣٤٢ و ٣٤٣)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(٣/ ١٤)، والله تعالى أعلم
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان سبب نزول هذه السورة الكريمة، وأنه إبطاء جبريل - عليه السلام - على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ويأتي في الرواية التالية: "أنه - صلى الله عليه وسلم - اشتكى، فلم يقم ليلتين، أو
(١) راجع: "تفسير ابن كثير" - رحمه الله - ٨/ ٤٢٣ - ٤٢٨.