للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

دخول الواو الحاليّة على المضارع المثبَت، كما قال في "الخلاصة":

وَذَاتُ بَدْءٍ بِمُضَارعٍ ثَبَتْ … حَوَتْ ضَمِيرًا وَمِنَ الْوَاوِ خَلَتْ

وَذَاتُ وَاوٍ بَعْدَهَا انْوِ مُبْتَدَا … لَهُ الْمُضَارعَ اجْعَلَنَّ مُسْنَدَا

فتكون الجملة اسميّةً حالًا من ضمير "فتناول"، ويكون من الأحوال المقدّرة، نظير قول الله تعالى: {فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا} [النحل: ٢٩]؛ أي: فتناول ساق يهوديّ؛ ليضربه حال رجوع ذباب سيفه، وإصابته ركبته، والله تعالى أعلم.

(ذُبَابُ سَيْفِهِ) - بضمّ الذال المعجمة، وتخفيف الموحّدتين، بينهما ألف -؛ أي: طَرَفه الأعلى، وقيل: حدّه. (فَأَصَابَ رُكْبَةَ عَامِرٍ)، ولفظ البخاريّ: "فأصاب عينَ ركبة عامر"؛ أي: طرف ركبته الأعلى، (فَمَاتَ مِنْهُ)؛ أي: من ذلك الضرب، وفي رواية يحيى القطان: "فأصيب عامر بسيف نفسه، فمات"، وفي رواية إياس بن سلمة الآتية عند مسلم: "فقَطَعَ أَكْحَلَه، فكانت فيها نفسه"، وفي رواية ابن إسحاق: "فَكَلَمَهُ كَلْمًا شديدًا، فمات منه". (قَالَ: فَلَمَّا قَفَلُوا)؛ أي: رجع المسلمون من خيبر.

قال الجامع عفا الله عنه: رواية مسلم في هذا المحلّ فيها غموضٌ، وأوضح منها رواية البخاريّ، ولفظه: "قال: فلما قفلوا، قال سلمة: رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو آخذ بيدي، قال: ما لك؟ .... إلخ"، فجواب "لَمّا" قوله: "قال سلمة: رآني … إلخ"، وقوله: "وهو آخذ بيدي" جملة حالية من "رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".

ولعلّ المعنى على رواية المصنّف أن "قال سلمة" مؤكّد لـ "قال" في قوله: "قال: فلما قفلوا"، وجواب "لَمّا" محذوف؛ أي: تكلّم الناس في شأن عامر، فقال بعضهم: حَبِطَ عمله، فحَزِنت لذلك.

وقوله: "وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي" من كلام يزيد بن أبي عبيد الراوي عن سلمة؛ أي: قال سلمة لي، والحال أنه آخذ بيدي، والله تعالى أعلم.

وقوله: (قَالَ)؛ أي: سلمة، (فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سَاكِتًا)؛ أي: لا أتكلّم من شدّة حزني.

وفي رواية قُتيبة عند البخاريّ: رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شَاحِبًا، بمعجمة، ثم