مهملة، وموحّدة؛ أي: متغيّر اللون، وفي رواية إياس عنده:"فأتيت النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وأنا أبكي".
(قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("مَا لَكَ؟ ")؛ أي: أي شيء أسكتك؟ (قُلْتُ لَهُ) - صلى الله عليه وسلم - (فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي) مبتدأ وخبره، (زَعَمُوا)؛ أي: قالوا قولًا لا برهان له، (أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ) - بكسر الموحّدة، وتُفْتَح، مبنيًّا للفاعل -، يقال: حَبِطَ العملُ حَبَطًا، من باب تَعِبَ، وحُبُوطًا: فَسَدَ، وَهَدَرَ، وحَبَطَ يَحْبِطُ، من باب ضَرَبَ لغةٌ، وقُرئ بهما في الشواذّ.
وفي رواية إياس:"بطل عمل عامر، قَتَل نفسه"، وعند ابن إسحاق:"فكان المسلمون شَكُّوا فيه، وقالوا: إنما قتله سلاحه".
(قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("مَنْ قَالَهُ؟ "، قُلْتُ: فُلَانٌ، وَفُلَانٌ) قال صاحب "التنبيه": لا أعرفهما، (وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ الأَنْصَارِيُّ) - بتصغير الاسمين - الأشهليّ، أبو يحيى الصحابيّ الشهير، مات - رضي الله عنه - سنة عشرين، أو بعدها (ع) تقدّمت ترجمته في "الحيض" ٣/ ٧٠٠. (فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("كَذَبَ)؛ أي: أخطأ (مَنْ قَالَهُ)؛ أي: قال هذا الكلام، وهو أن عامرًا حَبِط عمله، (إِنَّ) بكسر الهمزة، (لَهُ)؛ أي: لعامر - رضي الله عنه - (لأَجْرَيْنِ")، ووقع في بعض النسخ:"إن له لأجران"، قال النوويّ رحمه الله: هكذا هو في معظم النسخ: "لأجران" بالألف، وفي بعضها "لأجرين" بالياء، وهما صحيحان، لكن الثاني هو الأشهر الأفصح، والأول لغة أربع قبائل من العرب، ومنه قوله تعالى:{إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}[طه: ٦٣]، وقد سبق بيانها مرات.
ويَحْتَمِل أن الأجرين ثبتا له؛ لأنه جاهدٌ مجاهدٌ، كما سنوضحه في شرحه، فله أجر بكونه جاهدًا؛ أي: مُجتهدًا في طاعة الله تعالى، شديد الاعتناء بها، وله أجر آخر بكونه مجاهدًا في سبيل الله، فلمّا قام بوصفين، كان له أجران. انتهى.
وفي رواية ابن إسحاق:"إنه لشهيد، وصلّى عليه".
(وَجَمَعَ) - صلى الله عليه وسلم - (بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ) إشارة إلى تأكيد الأجرين، ("إِنَّهُ لَجَاهِدٌ، مُجَاهِدٌ) قال النوويّ رحمه الله: هكذا رواه الجمهور من المتقدمين والمتأخرين: "لَجَاهِدٌ" بكسر الهاء، وتنوين الدال، "مجاهد" بضم الميم، وتنوين الدال