للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال القرطبيّ - رحمه الله -: و"الْخَدَم" هنا: جمع خَدَمة، وهي الخلخال، و"سوقهما": جمع ساق، وقيل في الخدم: هي سُيور من جُلود تُجعل في الرِّجل، وقيل: أريد به ها هنا: مخرج الرّجل من السراويل، ومنه: فَرَسٌ مُخَدَّم: إذا كان أبيض الرُّسغين، وكان هذا منهن لضرورة ذلك العمل في ذلك الوقت، ويَحْتَمِل أن يكون ذلك قبل نزول الحجاب، وقد يتمسك بظاهره مَن يرى أن تلك المواضع ليست بعورة من المرأة، وليس بصحيح؛ فإن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في حديث أم سلمة، الذي رفعه أبو داود حين سئل: ما تصلي فيه المرأة؟ فقال: "تصلي في الدِّرْع السابغ الذي يغطي ظهور قدميها" (١)، وقد أُمرت المرأة أن ترخي ثوبها شبرًا، فإن خافت أن تنكشف أَرْخته ذراعًا. انتهى (٢).

(تَنْقُلَانِ الْقِرَبَ) - بكسر القاف، وفتح الراء -: جمع قِرْبة، مثلُ سِدْرَةٍ، وسِدَرٍ، وهي ظرف من جِلْدٍ يُخْرَزُ من جانب واحد، وتُستعمل لحفظ الماء، أو اللبن، أو نحوهما (٣).

ثم إن رواية المصنّف بلفظ "تنقلان" من النقل، ورواية البخاريّ بلفظ "تنقزان"، قال في "العمدة": قوله: "تنقُزان" بالنون الساكنة، والقاف المضمومة، وبالزاي، من النَّقْز، وهو النقل، وقال الداوديّ؛ أي: تنقلان، وقال الخطابيّ: إنما هو "تزفران"؛ أي: تَحْمِلان، قال: وأما النقز: فهو الْوَثْب البعيد، وقال ابن قرقول: "تزفران" بالزاي، والفاء، والراء، يقال: ازْفِرْ (٤) لنا القِرَبَ؛ أي: احملها مَلْأَى على ظهرك، وفي "المطالع": "تنقزان القِرَب على ظهورهما" هكذا جاء في حديث أبي مَعْمَر، قال البخاريّ: وقال غيره: "تنقلان"، وكذا رواه مسلم، قيل: معنى "تنقزان" على الرواية الأولى: تَثِبان، والنَّقْزُ: الْوَثْبُ، والْقَفْزُ، كأنه من سرعة السير، وضَبَط الشيوخ "الْقِرَبَ" بنصب الباء، ووَجْهُه بعيد على الضبط المتقدّم، وأما مع "تنقلان" فصحيح، وكان


(١) حديث ضعيف، أخرجه أبو داود في "سننه" برقم (٦٣٩).
(٢) "المفهم" ٣/ ٦٨٦.
(٣) راجع: "المصباح المنير" ٢/ ٤٩٦، و"المعجم الوسيط" ٢/ ٧٢٣.
(٤) بكسر الفاء: أمرٌ من زَفِر الشيءَ يَزْفِره، من باب ضرب: إذا حمله.