للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فِي قَوْمَتِي) وفي رواية سعيد: "وأحتسب" في الموضعين، وحاصله أنه يرجو الأجر في ترويح نفسه بالنوم؛ ليكون أنشط عند القيام.

قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: معناه: أني أنام بنيّة القوّة، وإجماع النفس للعبادة، وتنشيطها للطاعة، فأرجو في ذلك الأجر، كما أرجو في قومتي؛ أي: صلواتي. انتهى.

وقال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: إنما كان ذلك؛ لأنه كان ينام ليقوم؛ أي: يقصد بنومه الاستعانة على قيامه، والتنشيط عليه، والتفرُّغ من شغل النوم عن فهم القرآن، فكان نومه عبادة يرجو فيها من الثواب ما يرجوه في القيام، ولا يَفْطُن لمثل هذا إلَّا مثل معاذ الذي يسبق العلماء يوم القيامة بِرَتْوَة (١)؛ أي: بِرَمْيَةِ قوس؛ كما قاله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وعلى هذا فما من مُباحٍ إلَّا ويمكن أن يُقْصَد فيه وجهٌ من وجوه الخير، فيصير قُرْبَة بحسب القصد الصحيح، والله أعلم. انتهى (٢).

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي موسى الأشعريّ - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٣/ ٤٧٠٩ و ٤٧١٠] (١٨٢٤)، و (البخاريّ) في "استتابة المرتدّين" (٦٩٢٣) و"الأحكام" (٧١٤٩)، و (أبو داود) في "الحدود" (١٣٥٤)، و (النسائيّ) في "الطهارة" (١/ ٩ - ١٠) و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (٦/ ٤١٩)، و (أحمد) في "مسنده" (٤/ ٤٥٩)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (١٠٧١ و ٤٤٨١)، و (ابن الجارود) في "المنتقى" (١/ ٩٢)، و (الطبرانيّ) في "الأوسط" (١/ ٢١٦)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (١٣/ ٣٠٦)، و (البزّار) في "مسنده" (٨/ ١٣٣)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (٤/ ٤٧٨)، و (الرويانيّ) في


(١) أشار به إلى ما أخرجه الطبرانيّ مرسلًا عن محمد بن كعب القرظيّ، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "معاذ بن جبل إمام العلماء برتوة"، قال الحافظ الهيثميّ: وفيه محمد بن عبد الله بن أزهر الأنصاريّ، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. انتهى. "مجمع الزوائد" ٩/ ٣١١.
(٢) "المفهم" ٤/ ١٩ - ٢٠.