موصولة مفعول "نائلًا"، وقوله:(مِنْ أَجْرٍ) بيان لـ "ما"، (أَوْ غَنِيمَةٍ) قالوا: معناه: ما حصل له من الأجر بلا غنيمة، إن لم يَغْنَم، أو من الأجر والغنيمة معًا، إن غَنِموا، وقيل: إن "أو" هنا بمعنى الواو؛ أي: من أجر وغنيمة، وكذا وقع بالواو في رواية أبي داود، وكذا وقع في مسلم في رواية يحيى بن يحيى التي بعد هذه بالواو.
ومعنى الحديث: أن الله تعالى ضَمِن أن الخارج للجهاد ينال خيرًا بكل حال، فإما أن يُسْتَشْهَد، فيدخلَ الجنة، وإما أن يرجع بأجر، وإما أن يرجع بأجر وغنيمة، والله تعالى أعلم.
وقال عياض - رحمه الله -: قوله: "أو يرجعه إلى مسكنه مع ما نال من أجر أو غنيمة" فيه وجهان، أحدهما: مع ما نال من أجر مجرّد إن لم تكن غنيمة، أو أجر وغنيمة إن كانت، فاكتفى بذكر الأجر أوّلًا عن تكراره، وقيل:"أو" هنا بمعنى الواو، وقد روى أبو داود:"من أجر وغنيمة"، وكذا وقع عند مسلم في رواية يحيى بن يحيى، وقيل: فيه أن الغنيمة لا تُنقص من الأجر؛ خلافًا لمن ذهب إلى ذلك؛ للأثر الذي ذكره بعد هذا، وقال أبو عبد الله بن أبي صفرة: فيه أن المجاهدين لَمّا وجدناهم غير متساوين في الأجر، متساوين في القسمة في الغنيمة دلّ أن أجورهم استحقّوها بالقتال، والغنيمة بفضل الله تعالى عليهم. انتهى (١).
وقال القرطبيّ - رحمه الله -: قوله: "أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى مسكنه"؛ يعني: أن الله تعالى ضَمِن له إحدى الحسنيين: إما الشهادة، فيصير إلى الجنة حيًّا يُرزق فيها، وإما الرجوع إلى وطنه بالأجر والغنيمة.
وقوله:"نائلًا ما نال من أجر أو غنيمة" كذا لأكثر الرواة: "أو"، وهي هنا بمعنى الواو الجامعة على مذهب الكوفيين، وأنشدوا [من البسيط]: