كتاب البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج

(٣٨) - (باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله بمركوب وغيره، وخلافته في أهله بخير) - [تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد - ج: 32 - ص: 496

ولم يورد ترجمة لسالم مولى النصريّ عن أبي سعيد الخدريّ؛ لأنه لا رواية عنه عند مسلم، وإنما روى عنده عن أبي هريرة (١)، وعائشة (٢) فقط.

والحاصل أن أبا سعيد مولى المهريّ هذا غير سالم مولى النصري، فتفطّن، والله تعالى وليّ التوفيق.

(عَنْ أَبِي سَعِيدٍ) سعد بن مالك بن سِنان - رضي الله عنهما - (الْخُدْرِيِّ) بضمّ الخاء المعجمة، وإسكان الدال المهملة: نسبة إلى خُدْرة، واسمه الأبجر بن عوف بن الحارث بن الخزرج بن حارثة، قبيلة من الأنصار، قاله في "اللباب" (٣). (أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ)؛ أي: أرسل، يقال: بَعَثه، كمنعه: أرسله، كابتعثه، فانبعث، وبعثَ الناقة: أثارها، وبعث فلانًا من منامه: أَهَبّه، قاله المجد - رحمه الله - (٤).

وقال الفيّوميّ - رحمه الله -: بَعَثْتُ رسولًا بَعْثًا: أرسلته، وابْتَعَثْتُهُ كذلك، وفي المطاوعِ فَانْبَعَثَ، مثل كَسَرته فانكسر، وكلّ شيء يَنْبَعِثُ بنفسه، فإن الفعل يتعدى إليه بنفسه، فيقال: بَعَثْتُهُ، وكلّ شيء لا ينبعث بنفسه، كالكتاب، والهدية، فإن الفعل يتعدى إليه بالباء، فيقال: بَعَثْتُ بِهِ، وأوجز الفارابيّ، فقال: بَعَثَهُ؛ أي: أَهَبّه، وبَعَثَ بِهِ: وجّهه. انتهى (٥). (بَعْثًا) - بفتح الموحّدة، وسكون العين المهملة، وبفتحتين أيضًا - الجيش، جمع بُعُوثٌ، أفاده المجد (٦)، وقال الفيّومي - رحمه الله -: البَعْثُ: الجيش تسميةً بالمصدر، والجمع: البُعُوثُ. انتهى (٧). (إِلَى بَنِي لِحْيَانَ) قال النوويّ - رحمه الله -: - بكسر اللام،

---

(١) له عن أبي هريرة عند مسلم حديثان فقط: حديث: "من سمع رجلًا، يُنشد ضالًا. . ." تقدّم برقم (٥٦٨)، وحديث: "اللهم إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر. . ." سيأتي برقم (٢٦٠١) رقم الأستاذ محمد محمد فؤاد - رحمه الله -.
(٢) له عنها عند مسلم حديث واحد "ويلٌ للأعقاب من النار" تقدّم برقم (٢٤٠) رقم الأستاذ محمد فؤاد - رحمه الله -.
(٣) "اللباب في تهذيب الأنساب" ١/ ٤٢٦.
(٤) "القاموس المحيط" ص ١١٦.
(٥) "المصباح المنير" ١/ ٥٢.
(٦) "القاموس المحيط" ص ١١٦.
(٧) "المصباح المنير" ١/ ٥٢.