للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

في جسد أنس بن النضر - رضي الله عنه -، وللبخاريّ: "فوجدنا به"، وفي رواية: "قال أنس: فوجدناه بين القتلى، وبه. . .". (بِضْعٌ وَثَمَانُونَ) قال الفيّوميّ - رحمه الله -: "البِضْعُ" في العدد بكسر الموحّدة، وبعضُ العرب يفتحها، واستعماله من الثلاثة إلى التسعة، وعن ثعلب من الأربعة إلى التسعة، يستوي فيه المذكر والمؤنث، فيقال: بِضْعُ رجال، وبِضْعُ نسوة، ويُستعمل أيضًا من ثلاثة عشر إلى تسعة عشر، لكن تثبت الهاء في بِضْعٍ مع المذكر، وتحذف مع المؤنث، كالنّيِّفِ، ولا يُستعمل فيما زاد على العشرين، وأجازه بعض المشايخ، فيقول: بِضْعَةٌ وعشرون رجلًا، وبِضْعٌ وعشرون امرأةً، وهكذا قاله أبو زيد، وقالوا على هذا: معنى البِضْعِ، والبِضْعَةِ في العدد قطعةٌ مُبْهَمَةٌ، غير محدودة. انتهى (١).

قال الحافظ - رحمه الله -: لم أر في شيء من الروايات بيان هذا الْبِضع، وقد تقدّم أنه ما بين الثلاث والتسع. انتهى (٢).

وقوله: (مِنْ بَيْنِ ضَرْبَةٍ) بالفتح المرّة من الضرب، (وَطَعْنَةٍ) بالفتح أيضًا: المرّة من الطعن، (وَرَمْيَةٍ) بالفتح أيضًا: المرّة من الرمي، وفي رواية البخاريّ: "قال أنس: فوجدنا به بضعًا وثمانين ضربةً بالسيف، أو طعنةً برمح، أو رَميةً بسهم"، قال في "الفتح": "أو" هنا للتقسيم، ويَحْتَمِل أن تكون بمعنى الواو، وتفصيل مقدار كلّ واحدة من المذكورات غير معيّن. انتهى (٣).

زاد في رواية البخاريّ: "ووجدناه، قد قُتل، وقد مَثَلَ به المشركون": قوله: وقد مَثل به بفتح الميم، والمثلثة، وتخفيفها، وقد تُشَدّد، وهو من المُثلة بضم الميم، وسكون المثلثة، وهو قطع الأعضاء، من أنف، وأذن، ونحوها (٤).

(قَالَ) أنس بن مالك (فَقَالَتْ أُخْتُهُ)؛ أي: أخت أنس بن النضر، وقوله: "فقالت. . . إلخ" هذا صريح في رواية أنس عن عمته الربَيِّع، قال الحافظ - رحمه الله -:


(١) "المصباح المنير" ١/ ٥٠ - ٥١.
(٢) "الفتح" ٧/ ٦٨، كتاب "الجهاد" رقم (٢٨٠٥).
(٣) "الفتح" ٧/ ٦٨، كتاب "الجهاد" رقم (٢٨٠٥).
(٤) "الفتح" ٧/ ٦٨، كتاب "الجهاد" رقم (٢٨٠٥).