للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقد أخَلّ صاحب "الأطراف"، فلم يترجم للربَيِّع بنت النضر. انتهى (١).

وقوله: (عَمَّتِي) بدل من "أُخته"، وقوله: (الرُّبَيِّعُ) بضمّ الراء، وفتح الموحّدة، وتشديد التحتانيّة، مصغّرًا، (بِنْتُ النَّضْرِ) بن ضَمْضَم بن زيد بن حرام الأنصاريّة، أخت أنس بن النضر، وعمة أنس بن مالك، وهي من بني عديّ بن النجار، وهي والدة حارثة بن سُراقة الذي استُشهد في بدر، فقالت للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -: أخبرني عن حارثة، فإن يكن في الجنة صبرت، واحتسبت، وإن كان غير ذلك اجتهدت في البكاء، فقال لها النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إنه أصاب الفردوس. . ." الحديث.

(فَمَا عَرَفْتُ أَخِي) أنسًا - رضي الله عنه - (إِلَّا بِبَنَانِهِ) زاد في رواية النسائيّ: "وكان حسَنَ البنان"، والبنان: الأصابع، وقيل: طرف الأصابع، قال القرطبيّ: ومنه قوله تعالى: {عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} [القيامة: ٤]. انتهى (٢).

وقال الفيّوميّ - رحمه الله -: البَنَانُ: الأصابع، وقيل: أطرافها، الواحدة بنانة، قيل: سُمّيت بنَانًا؛ لأن بها صلاح الأحوال التي يستقرّ بها الإنسان؛ لأنه يقال: أَبَنَّ بالمكان: إذا استقرّ به. انتهى (٣).

(وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ) وقوله: ({رِجَالٌ صَدَقُوا}) بدل من اسم الإشارة، و {رِجَالٌ} مبتدأ مؤخّر، خبره قوله: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} قبله. ({مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ}) "من" في موضع رفع بالابتداء، وكذا قوله: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} والخبر الجارّ والمجرور قبله، و"النحب": النذر والعهد، يقال: نحب ينحُب، من باب نصر: إذا نذر، ومنه قول الشاعر [من الطويل]:

إِذَا نَحَبَتْ كَلْبٌ عَلَى النَّاسِ إِنَّهُمْ … أَحَقُّ بِتَاجِ الْمَاجِدِ الْمُتَكَرِّمِ

وقال آخر [من الطويل]:

أَلَا تَسْأَلانِ المرءَ ماذا يُحاولُ … أنحبٌ فيُقضَى أم ضلالٌ وباطلُ

وقال آخر:

قَدْ نَحَبَ الْمَجْدُ عَلَيْنَا نَحْبَا

وقيل: قضى أجله على ما عاهد عليه، قال ذُو الرمّة [من الطويل]:


(١) "الإصابة في تمييز الصحابة" ٧/ ٦٤٢.
(٢) "المفهم" ٣/ ٧٣٩.
(٣) "المصباح المنير" ١/ ٦٢.