للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفُضلى النساء، وإلى هذا أشار ابن مالك - رحمه الله - في "الخلاصة" حيث قال:

وَإِنْ لِمَنْكُورٍ يُضَفْ أَوْ جُرِّدَا … أُلْزِمَ تَذْكِيرًا وَأَنْ يُوَحَّدَا

وَتِلْوَ "أَلْ" طِبْقٌ وَمَا لِمَعْرِفَهْ … أُضِيفَ ذُو وَجْهَيْنِ عَنْ ذِي مَعْرِفَهْ

وفي رواية الأعمش، ومنصور: "لتكون كلمة الله هي العليا"، و"هي" ضمير فصل، و"العليا" خبر "تكون"، وفيه إفادة الاختصاص؛ أي: لم يقاتل لغرض من الأغراض إلا لإظهار الدين (١)، وقوله: (فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ") جواب "من".

وقال القرطبيّ - رحمه الله -: يعني بكلمة الله: دين الإسلام، وأصله: أن الإسلام ظهر بكلام الله تعالى الذي أظهره على لسان نبيّه - صلى الله عليه وسلم -. انتهى (٢).

وقال في "العمدة": كلمة الله: دَعْوَتُه إلى الإسلام، وقيل: هي قول: "لا إله إلا الله". انتهى (٣).

وقال في "الفتح": المراد بكلمة الله: دعوة الله إلى الإسلام، ويَحْتَمِل أن يكون المراد: أنه لا يكون في سبيل الله إلا من كان سبب قتاله طلب إعلاء كلمة الله فقط، بمعنى أنه لو أضاف إلى ذلك سببًا من الأسباب المذكورة أخلّ بذلك. ويَحْتَمِل أن لا يُخِلّ إذا حصل ضمنًا لا أصلًا ومقصودًا، وبذلك صَرَّح الطبريّ، فقال: إذا كان أصل الباعث هو الأولَ، لا يضرّه ما عَرَض له بعد ذلك، وبذلك قال الجمهور، لكن رَوَى أبو داود، والنسائيّ من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه -، بإسناد جيّد، قال: جاء رجل، فقال: يا رسول الله، أرأيت رجلًا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له؟ قال: "لا شيء له فأعادها ثلاثًا كلّ ذلك يقول: "لا شيء له"، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا، وابتُغِيَ به وجهه".

ويمكن أن يُحْمَل هذا على من قَصَد الأمرين معًا على حدّ واحد، فلا يخالف المرجَّح أوّلًا، فتصير المراتب خمسًا: أن يقصد الشيئين معًا، أو يقصد أحدهما صِرْفًا، أو يقصد أحدهما، ويحصل الآخر ضمنًا، فالمحذور أن يقصد


(١) "الكاشف عن حقائق السنن" ٨/ ٢٦٤٠.
(٢) "المفهم" ٣/ ٧٤٢.
(٣) "عمدة القاري" ٢/ ٢٩٧.