للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لها في الأُولى: "أنت منهم"، وفي الثانية: "لست منهم"، ويؤيده ما في رواية عُمير بن الأسود، حيث قال في الأولى: "يغزون هذا البحر"، وفي الثانية: "يغزون مدينة قيصر". انتهى.

(ثُمَّ اسْتَيْقَظَ، وَهُوَ يَضْحَكُ) جملة حاليّة، كما تقدّم. (قَالَتْ: فَقُلْتُ: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللهِ"، كَمَا قَالَ فِي الأُولَى، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهَ ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: "أَنْتِ مِنَ الأوَّلِينَ") زاد في رواية الدّراوَرْديّ عن أبي طُوالة: "ولست من الآخِرين"، وفي رواية عُمير بن الأسود في الثانية: "فقلت: يا رسول الله أنا منهم؟ قال: لا".

قال الحافظ: وظاهر قوله: "فقال مثلها" أن الفرقة الثانية يركبون البحر أيضًا، ولكن رواية عُمير بن الأسود تدلّ على أن الثانية إنما غزت في البرّ؛ لقوله: "يغزون مدينة قيصر"، وقد حَكَى ابن التين أن الثانية وردت في غُزاة البرّ، وأقرّه، وعلى هذا يُحتاج إلى حَمْل المِثلية في الخبر على معظم ما اشتركت فيه الطائفتان، لا خصوص ركوب البحر.

ويَحْتَمِل أن يكون بعض العسكر الذين غزوا مدينة قيصر ركبوا البحر إليها، وعلى تقدير أن يكون المراد ما حَكَى ابن التين، فتكون الأُولية مع كونها في البرّ مقيَّدة بقصد مدينة قيصر، وإلا فقد غَزَوْا قبل ذلك في البرّ مرارًا.

وقال القرطبيّ: الأُولى: في أول من غزا البحر من الصحابة، والثانية: في أول من غزا البحر من التابعين.

قال الحافظ: بل كان في كل منهما من الفريقين، لكن معظم الأُولى من الصحابة، والثانية بالعكس.

وقال عياض، والقرطبيّ: في السياق دليل على أن رؤياه الثانية غير رؤياه الأُولى، وأن في كل نومة عُرضت طائفة من الغُزاة، وأما قول أمّ حرام: "ادع الله أن يجعلني منهم" في الثانية، فلظنها أن الثانية تساوي الأولى في المرتبة، فسألت ثانيًا؛ ليتضاعف لها الأجر، لا أنها شكّت في إجابة دعاء النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لها في المرة الأولى، وفي جزمه بذلك.