للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أنفسنا (نَغْتَرِفُ)؛ أي: نأخذ منه، يقال: غَرَف الماء، من بابي ضرب، ونصر: أخذه بيده، كاغترفه (١). (مِنْ وَقْبِ عَيْنِهِ) الوقب - بفتح الواو، وسكون القاف، بعدها موحّدة -: هي النُّقرة التي تكون فيها الحَدَقة. (بِالْقِلَالِ) - بكسر القاف -: جمع قُلّة بضمّها، قال الفيّوميّ: هو إناء للعرب، كالجرّة الكبيرة، شِبْه الْحُبّ، والجمع قِلال، مثلُ بُرْمة وبِرَام، وربّما قيل: قُلَلٌ، مثلُ غُرفة وغُرَف. انتهى (٢).

وقال المجد: القُلّة: الْحُبّ العظيم، أو الْجَرّة العظيمة، أو عامّةً، أو من الفَخَار، والكُوز الصغير ضدٌّ، جَمْعه: كصُرَد، وجبال. انتهى (٣).

وقوله: (الدُّهْنَ) منصوب على المفعوليّة لـ "نغترف"؛ أي: السَّمْن، قال القرطبيّ - رحمه الله -: هذا فيه دليل على أنهم كانوا يُجيزون الانتفاع بشحوم الميتة، وبالزيت النجس، كما يقوله ابن القاسم، ويجنَّب المساجد، وخالفه عبد الملك وغيره، فقالوا: لا ينتفع بشيء من ذلك؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - في سَمْن الفأرة: "إن كان مائعًا فلا تقربوه" (٤).

(وَنَقْتَطِعُ مِنْهُ الْفِدَرَ) بكسر الفاء، وفتح الدال: جمع فِدْرة، وهي القطعة من اللحم، والعجين، وشِبْههما. (كَالثَّوْرِ - أَوْ) للشكّ من الراوي (كَقَدْرِ الثَّوْرِ) قال النوويّ - رحمه الله -: أما الْوَقْب: فبفتح الواو، وإسكان القاف، والباء الموحّدة، وهو داخل عينه، ونُقْرتها، والقِلال بكسر القاف: جمع قُلّة بضمّها، وهي الْجَرّة الكبيرة التي يُقِلّها الرجل بين يديه؛ أي: يَحملها، والْفِدَر بكسر الفاء، وفتح الدال: هي الْقِطَع.

وقوله: "كقدر الثور" رويناه بوجهين مشهورين في نُسخ بلادنا، أحدهما:


(١) "القاموس" ص ٩٤٤.
(٢) "المصباح" ٢/ ٥١٤.
(٣) "القاموس" ص ١٠٨٦.
(٤) حديث صحيح، رواه أحمد ٢/ ٢٣٣ و ٢٦٥، وأبو داود (٣٨٤١)، وقد ضعَّفوا هذه الزيادة، وهي: "إن كان مائعًا فلا تقربوه"، قالوا: والصحيح عدم التفصيل بين الجامد والمائع، فقد رواه البخاريّ عن ميمونة - رضي الله عنها -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن فأرة سقطت في سَمْن، فقال: "ألقوها وما حولها، فاطرحوه، وكُلوا سَمْنكم"، والله تعالى أعلم.