للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: (إِنَّ عِنْدِي عَنَاقَ لَبَنٍ. . . إلخ) قال النوويّ - رحمه الله -: العناق - بفتح العين - وهي الأنثى من المعز، إذا قَوِيت ما لم تستكمل سنةً، وجمعها أَعْنُقٌ، وعُنُوقٌ، وأما قوله: "عناق لبن" فمعناه صغيرةٌ، قريبةٌ مما ترضع. انتهى (١).

وقوله: (هِيَ خَيْرٌ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ)؛ أي: أطيب لحمًا، وأنفع لسمنها، ونفاستها، وفيه إشارة إلى أن المقصود في الضحايا طيب اللحم، لا كثرته، فشاة نفيسة أفضل من شاتين غير سمينتين بقيمتها، وقد سبقت المسألة في "كتاب الإيمان"، مع الفرق بين الأضحية والعتق، ومختصره أن تكثير العدد في العتق مقصود، فهو الأفضل، بخلاف الأضحية. انتهى (٢).

وقوله أيضًا: (فَإنَّ عِنْدِي عَنَاقَ لَبَنٍ) بفتح العين المهملة، والإضافةِ إلى اللبن، و"العناق" هي الأنثى من أولاد المعز، دون المسنّة، وإضافتها إلى اللبن، إما للدلالة على أنها صغيرة، ترضع اللبن، أو للدلالة على أنها سمينة، أُعدّت للّبن. وفي رواية النسائيّ: "فإن عندي عَناقًا جذعةً"، وفي رواية البخاريّ: "إن عندي داجنًا جذعةً من المعز"، قال في "الفتح": والداجن: هي التي تَأْلَف البيوت، وتستأنس، وليس لها سنّ معين، ولمّا صار هذا الاسم عَلَمًا، على ما يَألَف البيوت، اضمحلّ الوصف عنه، فاستوى فيه المذكر والمؤنث، والجذعة تقدم بيانها، وقد بيَّن في هذه الرواية أنها من المعز.

قال: والعَنَاق - بفتح العين، وتخفيف النون -: الأنثى من ولد المعز، عند أهل اللغة، ولم يُصِب الداودي في زعمه، أن العناق هي التي استَحَقَّت أن تَحمل، وأنها تُطلق على الذكر والأنثى، وأنه بَيَّنَ بقوله: "لبن"، أنها أنثى. قال ابن التين: غَلِطَ في نقل اللغة، وفي تأويل الحديث، فإن معنى "عناق لبن": أنها صغيرة سن، تَرْضَع أمها.

ووقع عند الطبراني، من طريق سهل بن أبي حثمة، أن أبا بردة، ذبح ذبيحته بسَحَر، فذكر ذلك للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "إنما الأضحية ما ذُبح بعد الصلاة، اذهب فَضَحّ"، فقال: ما عندي إلا جذعة من المعز. . . الحديث. وزاد في رواية أخرى: "هي أحب إلي من شاتين". وفي رواية لمسلم: "من شاتي لحم".


(١) "شرح النوويّ" ١٣/ ١١٣.
(٢) "شرح النوويّ" ١٣/ ١١٣.