للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أُتلف فيها اللحم؛ لكونه كان قطع للطبخ، والقصة التي في حديث رافع طُبخت الشياه صحاحًا مثلًا، فلما أريق مرقها ضُمّت إلى المغنم؛ لتُقسم، ثم يَطبخها من وقعت في سهمه، ولعل هذا هو النكتة في انحطاط قيمة الشياه عن العادة، والله أعلم. انتهى (١).

[تنبيه]: رواية وكيع بن الجرّاح، عن سفيان الثوريّ هذه ساقها البخاريّ رحمه اللهُ في "صحيحه"، فقال:

(٢٣٧٢) - حدّثنا محمد (٢)، أخبرنا وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن عَباية بن رِفاعة، عن جدّه رافع بن خَدِيج - رضي الله عنه - قال: كنا مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بذي الحليفة، من تِهامة، فأصبنا غنمًا، وإبلًا، فعَجِل القومُ، فأغلوا بها القدور، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأَمَر بها، فأُكفئت، ثم عَدَلَ عشرًا من الغنم بجزور، ثم إن بعيرًا نَدّ، وليس في القوم إلا خيل يسيرة، فرماه رجل، فحبسه بسهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لهذه البهائم أوابدَ كأوابد الوحش، فما غلبكم منها، فاصنعوا به هكذا"، قال: قال جدي: يا رسول الله، إنا نرجو، أو نخاف أن نلقى العدوّ غدًا، وليس معنا مُدًى، فنذبح بالقصب، فقال: "اعجل، أو أرني، ما أنهر الدم، وذُكِر اسمُ الله عليه، فكلوا، ليس السن والظفر، وسأحدثكم عن ذلك، أما السن فَعَظْم، وأما الظفر فمُدى الحبشة". انتهى (٣).

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه اللهُ أوّل الكتاب قال:

[٥٠٨٦] ( … ) - (وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبَايَةَ، عَنْ جَدِّهِ رَافِعٍ، ثُمَّ حَدَّثَنِيهِ عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِيه، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ جَدِّه، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، إِنَّا لَاقُو الْعَدُوِّ غَدًا، وَلَيْسَ مَعَنَا مُدًى، فَنُذكِّي بِاللِّيط، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِقِصَّتِه، وَقَالَ: فَنَدَّ عَلَيْنَا بَعِيرٌ مِنْهَا، فَرَمَيْنَاهُ بِالنَّبْل، حَتَّى وَهَصْنَاهُ).


(١) "الفتح" ١٢/ ٤٦٣، كتاب "الذبائح" رقم (٥٤٩٨).
(٢) هو ابن سلام، كما في "الفتح" ٦/ ٣٢٤.
(٣) "صحيح البخاريّ" ٢/ ٨٨٦.