للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي رواية سالم الآتية: "ابتع هذه، فتجمّل بها"، وكأن عمر - رضي الله عنه - أشار بشرائها، وتمنّاه.

(فَلَبِسْتَهَا لِلنَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ) فيه استحباب التجمل، وحسن الهيئة للجمعة، ووجه ذلك أن عمر - رضي الله عنه - أشار على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بالتجمل للجمعة، فلم يُنكر عليه، وإنما أنكر التجمل بالحرير، فدلّ على أن التجمل بما يحلّ لُبسه من أنواع الحُلَل مستحب.

وقال السنديّ - رَحِمَهُ اللهُ -: وفي قول عمر - رضي الله عنه - هذا دلالة على أن التجمل يوم الجمعة كان مشهورًا بينهم، مطلوبًا؛ كالتجمّل للوفود، وقد قرّره النبيّ - صلى الله عليه وسلم - على ذلك، وإنما ردّه من حيث إن الحرير لا يليق به. انتهى.

(وَللْوَفْدِ) قيل: الوفد: الرُّكبان المكرمون، يقال: وَفَدَ فلان يَفِدُ، وِفَادةً: إذا خرج إلى مَلِك، أو أمير. والوَفْدُ اسم جَمْع، وقيل: جمعٌ، وأما الوفود، فجَمْع وافد. أفاده في "اللسان".

وفي رواية سالم الآتية: "فتجمّل بها للعيد وللوفد".

وفي رواية جرير بن حازم، عن نافع الآتية: "فلبستها لوفود العرب إذا قَدِموا عليك"، وفي رواية النسائيّ: "فتجمّل بها لوفود العرب، إذا أتوك، وإذا خطبت الناس في يوم عيد وغيره … ".

قال في "الفتح": وكأنه خصّه بالعرب؛ لأنهم كانوا إذ ذاك الوفودَ في الغالب؛ لأن مكة لَمّا فُتحت بادر العرب بإسلامهم، فكانت كلّ قبيلة تُرسل كُبراءها لِيُسْلموا، ويتعلّموا، ويرجعوا إلى قومهم، فيدعوهم إلى الإسلام، ويعلّموهم. انتهى (١).

(إِذَا قَدِمُوا عَلَيْكَ؟) - بفتح القاف، وكسر الدّال -، يقال: قَدِمَ من سفره، كعَلِم، قُدُومًا، وقِدْمانًا - بالكسر -: رجع، فهو قادم. أفاده في "القاموس". وفي رواية للنسائيّ: "إذا أتوك".

(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ) وفي رواية جرير بن حازم الآتية: "إنما يلبس الحرير في الدنيا"، (مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ فِي الآخِرَةِ") "الخَلَاق" - بفتح


(١) "الفتح" ١٣/ ٣٢٥، كتاب "اللباس" رقم (٥٨٤١).