للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ظِهَارة الفرش. وقال ابن دُريد: هو ما يُستر به الْهَوْدج، وهو في حديث عائشة ثوبٌ سترت به سَهْوتها، وهو القِرَام أيضًا، كما جاء في حديث عائشة، وقد يكون من حرير وغيره، وقد يُسمّى نُمرقة في بعض طرق حديث عائشة، وقد عبّر عنه بالستر في حديثها، وهذا كلّه على أنها أسماء لمسمّى واحد. انتهى (١).

قال جابر - رضي الله عنه -: (قُلْتُ) في جواب استخباره - صلى الله عليه وسلم -، (وَأنَّى لَنَا أنْمَاطٌ؟) بفتح همزة "أَنّى"، وتشديد النون: استفهام عن الجهة، تقول: أَنّى يكون هذا؟ أي: من أيّ وجه وطريق يوجد لنا أنماط؟. وقال القرطبيّ: قوله: "أنى لنا أنماطٌ؟ " استبعادٌ لذلك، ومعناه: من أين يكون لنا أنماطٌ؟! انتهى (٢).

(قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("أَمَا) بفتح الهمزة: أدة استفتاح وتنبيه، كـ"ألا"، (إِنَّهَا سَتَكُونُ") "تكون" هنا تامّة؛ أي: ستحصُل، وتوجد الأنماط فيما يأتي من الزمان. زاد في رواية سفيان الثوريّ التالية: "قال جابرٌ: وعند امرأتي نَمَطٌ، فأنا أقول: نَحِّيه عنّي، وتقول: قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنها ستكون، فأَدَعُها". ومعنى "نحّيه"؛ أي: أخرجيه من بيتي.

قال القرطبيّ: وقول جابر - رضي الله عنه - لامرأته: "نحّيه عنّي" فإنما كان ذلك كراهةً له، مخافة التّرفّه في الدنيا، والميل إليها، لا لأنه حريرٌ؛ إذ ليس في الحديث ما يدلّ عليه، واستدلالها عليه بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أما إنها ستكون" هو استدلالٌ بتقرير النبيّ - صلى الله عليه وسلم - على اتخاذ الأنماط؛ لأنه لَمّا أخبر بأنها ستكون، ولم يَنْهَ عن اتخاذها، دلّ ذلك على جواز الاتخاذ. انتهى. والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث جابر - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنف) هنا [٦/ ٥٤٣٨ و ٥٤٣٩ و ٥٤٤٠] (٢٠٨٣)، و (البخاريّ) في "المناقب" (٣٦٣١) و"النكاح" (٥١٦١)، و (أبو داود) في "اللباس" (٤١٤٥)، و (الترمذيّ) في "الأدب" (٢٧٧٤)، و (النسائيّ) في


(١) "المفهم" ٥/ ٤٠٣.
(٢) "المفهم" ٥/ ٤٠٣.