للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يَسَارًا، وَلَا رَبَاحًا، وَلَا نَجيحًا، وَلَا أَفْلَحَ، فَإِنَّكَ تَقُولُ: أَثَمَّ هُوَ؟ فَلَا يَكُونُ، فَيَقُولُ: لَا"، إِنَّمَا هُنَّ أَرْبَعٌ (١)، فَلَا تَزِيدُنَّ عَلَيَ).

رجال هذا الإسناد: ستّةٌ:

١ - (أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ) التميميّ اليربوعيّ، أبو عبد الله الكوفيّ، ثقةٌ حافظ، من كبار [١٠] (ت ٢٢٧) وله (٩٤) سنةً (ع) تقدم في "المقدمة" ٦/ ٥٣.

٢ - (زُهَيْرُ) بن معاوية الْجُعفيّ، تقدّم قريبًا.

٣ - (مَنْصُورُ) بن المعتمر، تقدّم في الباب الماضي.

٤ - (هِلَالُ بْنُ يِسَافٍ) بكسر التحتانيّة وفتحها، ثم مهملة، ويقال: ابن إساف الأشجعيّ مولاهم الكوفيّ، ثقةٌ [٣] (خت م ٤) تقدم في "الطهارة" ٩/ ٥٧٦.

والباقيان ذُكرا قبله.

وقوله: ("أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ أَرْبَعٌ) إنما كانت أحبه إليه تعالى؛ لاشتمالها على تنزيهه، وإثبات الحمد له، والوحدانية، والأكبرية (٢).

وقيل: إنما كانت أحبّ إليه تعالى؛ لاشتمالها على جملة أنواع الذِّكر، من التنزيه، والتحميد، والتوحيد، والتمجيد.

وفي رواية لمسلم: "أحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده"، قال النوويّ رحمه الله: هذا محمول على كلام الآدميّ، وإلا فالقرآن أفضل، وكذا قراءة القران أفضل من التسبيح، والتهليل المطلق، فأما المأثور في وقت، أو حال، ونحو ذلك فالاشتغال به أفضل. انتهى.

ثم إن ظاهر الحديث يعارض حديث: "أفضل الذِّكر لا إله إلا الله"، وقد جمع القرطبيّ بما حاصله أن هذه الأذكار إذا أُطلق على بعضها أنه أفضل الكلام، أو أحبه إلى الله، فالمراد إذا انضمت إلى أخواتها، بدليل حديث سمرة - رضي الله عنه -: "أحب الكلام إلى الله أربع … " الحديث. ويَحْتَمِل أن يُكتفى في ذلك بالمعنى، فيكون من اقتصر على بعضها كفى؛ لأن حاصلها التعظيم، والتنزيه، ومن نزّهه فقد عظّمه، ومن عظمه فقد نزهه. انتهى.


(١) وفي نسخة: "إنما هو أربع".
(٢) "سبل السلام" ٤/ ٢١٧.