للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذرّ: "هَدَأ نَفَسُهُ"، بفتح الفاء؛ أي: سكن؛ لأن المريض يكون نَفَسه عاليًا، فإذا زال مرضه سكن، وكذا إذا مات، ووقع في رواية أنس بن سيرين: "هو أسكن ما كان"، ونحوه في رواية جعفر، عن ثابت، وفي رواية معمر، عن ثابت: "أمسى هادئًا"، وفي رواية حميد: "بخيرِ ما كان"، ومعانيها متقاربة.

وقولها: "وأرجو أن يكون قد استراح" لم تجزم بذلك على سبيل الأدب، ويَحْتَمِل أنها لم تكن علمت أن الطفل لا عذاب عليه، ففوَّضت الأمر إلى الله تعالى، مع وجود رجائها بأنه أستراح من نكد الدنيا.

وقوله: وظنّ أبو طلحة أنها صادقة أي: بالنسبة إلى ما فهمه من كلامها، وإلا فهي صادقة بالنسبة إلى ما أرادت، قاله في "الفتح" (١).

(فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ الْعَشَاءَ، فَتَعَشَّى، ثُمَّ أَصَابَ مِنْهَا)؛ أي: جامعها، وفي رواية عبد الله: "ثم تعرّضت له، فأصاب منها"، وفي رواية حماد، عن ثابت: "ثم تطيَّبت"، زاد جعفر، عن ثابت: "فتعرّضت له، حتى وقع بها"، وفي رواية سليمان، عن ثابت: "ثم تصنّعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك، فوقع بها"، وفي رواية ابن عيينة، عن إسحاق: "فبات، فلما أصبح اغتسل"، وهو كناية عن الجماع؛ لأن الغُسل إنما يكون في الغالب منه.

(فَلَمَّا فَرَغَ)؛ أي: من حاجته، (قَالَتْ: وَارُوا الصَّبِيَّ)؛ أي: ادفنوه، وهو أمرٌ من مواراة الشيء، مسندٌ لواو الجماعة، يقال: واراه يواريه مواراةً: إذا ستره، وغطّاه (٢).

وفي رواية للبخاريّ: "فلما أراد أن يخرج أعلمته أنه قد مات"، وسيأتي لمسلم في "كتاب الفضائل" من رواية سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس: "فقالت: يا أبا طلحة، أرأيت لو أن قومًا أعاروا أهل بيت عاريةً، فطلبوا عاريتهم، ألهم أن يمنعوهم؟ قال: لا، قالت: فاحتسب ابنك، فغضب، وقال: تركتني حتى تلطخت، ثم أخبرتني بابني وفي رواية عبد الله بن أبي طلحة: "فقالت: يا أبا طلحة أرأيت قومًا أعاروا متاعًا، ثم بدا لهم فيه،


(١) "الفتح" ٤/ ٥٨، كتاب "الجنائز" رقم (١٣٠١).
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٦٥٦.