للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"مسنده" (١/ ٤٠٧ و ٢/ ٧٢)، و (الطبرانيّ) في "الأوسط" (٣/ ٧٥)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (٥/ ٢٢٢ و ٦/ ٩١)، و (ابن الجعد) في "مسنده" (١/ ٢١٣)، و (عبد بن حميد) في "مسنده" (١/ ٣٨٢ و ٣٩٥ و ٤١٤)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (٥/ ٢٠٣ و ١٠/ ٢٤٨)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

قال في "الفتح": في هذا الحديث عدّة فوائد، جمعها أبو العباس أحمد بن أبي أحمد الطبريّ المعروف بابن القاصّ الفقيه الشافعىّ (١)، صاحب التصانيف، في جزء مفرد بعد أن أخرجه من وجهين عن شعبة، عن أبي التياح، ومن وجهين عن حميد، عن أنس، ومن طريق محمد بن سيرين، وقد جمعتُ في هذا الموضع طرقه، وتتبعت ما في رواية كل منهم من فائدة زائدة، وذكر ابن القاصّ في أول كتابه أن بعض الناس عاب على أهل الحديث أنهم يروون أشياء لا فائدة فيها، ومَثَّل ذلك بحديث أبي عمير هذا، قال: وما درى أن في هذا الحديث من وجوه الفقه، وفنون الأدب، والفائدة ستين وجهًا، ثم ساقها مبسوطة، فلخّصتها مستوفيًا مقاصده، ثم أتبعته بما تيسَّر من الزوائد عليه، فقال:

١ - (منها): استحباب التأني في المشي، وزيارة الإخوان، وجواز زيارة الرجل للمرأة الأجنبية، إذا لم تكن شابّة، وأُمنت الفتنة، وتخصيص الإمام بعض الرعية بالزيارة، ومخالطة بعض الرعية دون بعض، ومشيُ الحاكم وحده، وأن كثرة الزيارة لا تنقص المودة، وأن قوله: "زُرْ غِبًّا تزدد حُبًّا" (٢) مخصوص بمن يزور لطمع، وأن النهي عن كثرة مخالطة الناس مخصوص بمن يَخشى الفتنة، أو الضرر.

٢ - (ومنها): مشروعية المصافحة؛ لقول أنس -رضي الله عنه- فيه: "ما مسست كفًّا أَلْيَن من كفِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، وتخصيص ذلك بالرجل دون المرأة، وأن الذي


(١) هو الإمام الفقيه أبو العبّاس أحمد بن أبي أحمد الطبريّ الشافعىّ المعروف بابن القاصّ، المتوفّى سنة (٣٣٥ هـ) -رحمه الله-.
(٢) حديث حسن أخرجه الطبرانىّ.